تقارير عبرية: أحمد الشرع يلتقي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في أبو ظبي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، وفقا لتقارير سورية، عن لقاء وُصف بالدراماتيكي في أبو ظبي جمع بين رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ورئيس سوريا أحمد الشرع، واعتُبر اللقاء خطوة مهمة في مسار المفاوضات السورية الإسرائيلية.
الرئيس السوري أحمد الشرع في أبوظبي
وقالت الصحيفة، إنه رغم أن التقارير ذكرت أن اللقاء جرى أمس، فإن هنغبي يوجد حاليًا في واشنطن برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما يثير شكوكًا حول توقيت اللقاء أو هوية المسؤول الإسرائيلي الذي التقى الشرع فعليًا.
وبحسب التقارير، فإن اللقاء الأخير ليس الأول من نوعه بين الجانبين، ويأتي في ظل تقدم ملحوظ في محادثات غير علنية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق أمني محدود، وليس إلى اتفاق سلام كامل، وتشير المصادر إلى تقاطع مصالح نادر بين سوريا التي تسعى إلى استثمارات أجنبية ورفع العقوبات، وإسرائيل التي تبحث عن استقرار أمني على حدودها الشمالية.
وأضافت أن الاتفاق قيد البحث لا يشمل تطبيعًا كاملًا أو تبادلًا للسفارات، بل يركز على الترتيبات الأمنية، فيما قال أحد المسؤولين ساخرًا إن من يتخيل تناول الحمص في دمشق، فعليه أن يواصل الحلم، ويُتوقع أن يتضمن الاتفاق ضمانات أمنية والتزامًا سوريًا بمكافحة النشاطات الإرهابية.
وأوضحت أن التفاهمات المحتملة لا تشمل أي تغيير في السيادة على هضبة الجولان، بل تتعلق بخطوات تدريجية داخل الأراضي السورية فقط، مثل منع التمدد الإيراني، وإبعاد عناصر مسلحة، وفرض الهدوء في المنطقة الحدودية.
وتشير تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل استخدمت المجال الجوي السوري لتنفيذ هجمات ضد أهداف في إيران، ما يدل على وجود تفاهمات غير معلنة بين الطرفين.
الأساس الذي يُبنى عليه الاتفاق هو اتفاق فصل القوات بين البلدين لعام 1974، والذي أنهى حرب أكتوبر وفترة الاستنزاف التي تلتها، الاتفاق حدد الحدود وانتشار القوات وآليات الرقابة، ونجح في الصمود حتى خلال فترات التوتر، وتعتقد إسرائيل أنه يمكن تحديث الاتفاق ليتماشى مع التحديات الحالية، شريطة أن تبدي سوريا التزامًا حقيقيًا بالابتعاد عن النفوذ الإيراني المباشر.
وقبل نحو شهرين، التقى الرئيس السوري بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول لقاء من نوعه بين رئيس أمريكي ونظيره السوري منذ 25 عامًا، اللقاء جاء بعد ساعات من إعلان ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا في خطوة تهدف إلى فتح صفحة جديدة وإعادة إعمار البلاد.
وأفاد البيت الأبيض، بأن ترامب حض الشرع على الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل وطرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من سوريا.
وعقب اللقاء، قال ترامب للصحفيين أن واشنطن تدرس إمكانية تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مشيرًا إلى أن هذا التطبيع بدأ بلقاء القمة مع الرئيس السوري. وأوضح أن قرار رفع العقوبات يهدف إلى منح سوريا بداية جديدة.
أما الشرع، فقد أعلن بعد اللقاء التاريخي أن سوريا تلتزم بأن تكون دولة سلام وتعاون، ومخلصة لكل يد ممدودة نحوها، وأضاف أن سوريا لن تكون ساحة لصراعات النفوذ أو منصة لطموحات خارجية، ولن تسمح بتقسيم البلاد أو بإحياء السرديات التي كانت تهدف إلى تمزيق الشعب السوري، وأكد أن سوريا ملك لجميع السوريين.





