الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أنقذوا حامد حمدان.. موهبة تنهار بصمت بسبب التجاهل

السبت 12/يوليو/2025 - 03:48 م

في بداية الأمر، أنا لا أكتب كزملكاوي، ولا أكتب من أجل تمجيد نادٍ أو دعم لاعب على حساب آخر، هنا أكتب لإنقاذ روح، روح لاعب ارتبط اسمه بالزمالك، ولم يكن مجرد انتقال محتمل، بل كان حلمًا يشبه الهواء الذي يتنفسه كل يوم، إنه حامد حمدان لاعب بتروجت الشاب الذي تمسك بحلم ارتداء القميص الأبيض حتى أنه نسي نفسه ونسي واقعه، وانغمس في انتظاره حتى دخل في حالة نفسية صعبة بعد أن تبدد الحلم فجأة.. دون تفسير، دون كلمة، دون فرصة حقيقية.

حامد لم يكن ينتظر عقدًا احترافيًا فقط، بل كان يعيش حالة حب خالصة مع نادي الزمالك منذ الصغر، لم ينظر للنادي كمنصة شهرة بل كحلم طفولة، كصوت داخلي يقول له كل صباح: "قريبا ستكون هناك، حيث تنتمي".

لكنه اليوم لا يعيش فقط مرارة الرفض.. بل يعيش ما هو أخطر لأنه يعيش الخذلان، خذلان الحلم، خذلان الصمت، خذلان الطناش، ولا أحد ينظر إلى حالته خلف الكواليس، حيث إن هناك شابًا لا ينام، لا يأكل، لا يفكر إلا في لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟.. الأسئلة تنهشه كما تنهش الجراح المفتوحة جسد المقاتل الذي خسر معركته دون أن يسمح له حتى بالدخول إليها.

حامد حمدان تربى بين ملاعب الرمل والحلم، على صوت الجماهير ونداء المجد، موهبة واعدة سطعت في صفوف بتروجت لفتت الأنظار بلمسات فنية وهدوء يحسد عليه في وسط الملعب، حتى بات اسمه مطروحًا بقوة للانضمام إلى أحد أكبر الأندية في مصر نادي الزمالك، لكن الرياح لم تَجرِ كما يشتهي هذا الشاب الطموح.

في الأيام الأخيرة، دخل حامد في حالة نفسية صعبة قيل إنها وصلت حدّ الانعزال بسبب عدم انضمامه للفارس الأبيض الحلم الذي كان يراوده والذي اقترب حتى ظنه واقعًا، تبخر في لحظة دون تفسير مقنع، أو حتى كلمة تواسيه.

الإهمال لا يقتل الجسد فقط، بل ينهش الروح، حامد حمدان، اليوم، ليس فقط لاعب خارج خطط الزمالك، بل إنسان يعاني من تساؤلات داخلية لا يملك لها أجوبة، في كل دقيقة من يومه، يمسك بهاتفه يترقب خبرًا، يراجع مواقع التواصل بحثًا عن إشاعة، عن بصيص أمل عن تلميح صغير بأن ناديه الذي يعشقه قد يفتح له الأبواب، ينام وهو يتخيل نفسه في تدريبات الأبيض، ويستيقظ على حلم لم يكتب له بعد أن يتحقق.

ما يحدث مع هذا الشاب يستحق أن يكتب عنه، أن يُصرخ لأجله، أن تتحرك لنجدته العقول والقلوب، قبل أن نفقد لاعبًا كانت أحلامه أكبر من تجاهل الأندية، هل يعقل أن نقتل طموح لاعب بهذه الطريقة؟ هل يعقل أن نادي كبتروجت لا يرى أن تسهيل حلم مشروع للاعبه قد يكون دعمًا نفسيًا ومعنويًا له ولغيره؟ أم أننا نعيش في زمن تُجهض (تضيع) فيه الأحلام بصمت ولا أحد يلتفت؟.

رسالتي الأخيرة كـ مشجع كروي وصحفي أنقذوا حامد حمدان، حامد لا ينام، لا يتحدث كثيرا يتراجع في مستواه تدريجيًا ويفقد الرغبة في كل شيء.

الكرة بالنسبة له كانت طريقًا إلى الزمالك، والآن، الطريق يغلق ببطءـ لا تقتلوا الروح بالتجاهل، ولا تدفنوا الطموح بالصمت، افتحوا له بابًا، قولوا له الحقيقة، ناقشوه.. لكن لا تتركوه ينهار بهذه الطريقة.

تابع مواقعنا