المتحف المصري بالتحرير يعرض إناء فخاريا فريدا من عصر الدولة الحديثة
يعرض المتحف المصري بالتحرير، إحدى القطع الأثرية اللافتة التي تعود لعصر الدولة الحديثة حوالي 1550–1070 قبل الميلاد، وهي جرة فخارية مصقولة بعناية فائقة، تم اكتشافها في مدينة الأقصر، وتُعد نموذجًا رائعًا لما بلغته صناعة الفخار في مصر القديمة من مهارة فنية ودقة زخرفية عالية.
إناء فخاري فريد من عصر الدولة الحديثة
وقالت إدارة المتحف المصري بالتحرير، في بيان لها إن الجرة تتميز بشكلها الانسيابي، حيث يضيق الكتف العريض تدريجيًا ليشكل عنقًا قصيرًا، فيما يعكس السطح المصقول درجات طبيعية من اللون البني الفاتح والأحمر، وهي ألوان تقليدية للفخار في تلك الفترة. أما ما يجعل هذه القطعة مميزة بحق فهو الزخرفة البارزة أسفل العنق، والتي تمثل مجموعة من الأحصنة في وضعيات توحي بالحركة والانطلاق، وقد برع الفنان في تجسيد تفاصيل دقيقة مثل الأرجل والرؤوس والعضلات، ما يعكس فهمًا عميقًا للتشريح وسعيًا لإبراز الحيوية والديناميكية.

وتأتي رمزية الخيول في هذا العمل الفني لتُعيد إلى الأذهان الدور المحوري الذي لعبته هذه الحيوانات خلال عصر الدولة الحديثة، خاصة في الاستخدامات العسكرية مثل العربات الحربية الملكية، فضلًا عن كونها رمزًا للقوة والمكانة الرفيعة. ويُرجح أن تكون هذه الجرة قد استُخدمت لأغراض دينية أو جنائزية، نظرًا لموقع اكتشافها في الأقصر، أحد أهم مراكز العبادة في مصر القديمة.
بهذا العرض، يواصل المتحف المصري دوره في إبراز جوانب الحضارة المصرية القديمة، ليس فقط من خلال القطع الذهبية أو التماثيل الضخمة، بل أيضًا عبر أعمال بسيطة في مادتها، عميقة في معناها، تعكس العبقرية المصرية القديمة في تحويل كل عنصر يومي إلى تحفة فنية خالدة.


