السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الجارديان تفجّر مفاجأة: فرنسا مستعدّة لتعويض النيجر عن فترة الاستعمار ولكن دون الاعتراف بارتكاب أي جريمة

فرنسا
سياسة
فرنسا
الثلاثاء 15/يوليو/2025 - 02:32 م

فجرت صحيفة الجارديان البريطانية مفاجأة، تشير إلى أن فرنسا مستعدة لتقديم تعويضات للنيجر عن فترة استعمارها لها، إلا أن ذلك سيتم دون اعتراف باريس باستعمار هذه الدولة الإفريقية.

وأشارت صحيفة الجارديان من خلال وثائق اطلعت عليها، إلى أن فرنسا تبدي استعدادها لمناقشة تعويضات حقبة الاستعمار في النيجر دون الاعتراف بالمسؤولية.

وأعلنت فرنسا استعدادها للدخول في حوار مع السلطات النيجيرية بشأن التعويضات عن الجرائم الاستعمارية التي ارتُكبت خلال حملتها في النيجر قبل أكثر من قرن، لكنها امتنعت عن الاعتراف الرسمي بمسؤوليتها عن تلك الانتهاكات.

فرنسا واستعمار النيجر

وجاء في وثيقة صادرة عن مكتب الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، واطلعت عليها صحيفة الغارديان البريطانية، أن "فرنسا تظل منفتحة على الحوار الثنائي مع السلطات النيجيرية، وكذلك على أي تعاون يتعلق بأبحاث المصدر أو التعاون التراثي". 

الوثيقة جاءت ردًا على رسالة أرسلها مقرر خاص تابع للأمم المتحدة في 19 يونيو، نيابة عن أربع مجتمعات نيجيرية تمثل أحفاد ضحايا بعثة أفريقيا المركزية (MAC) عام 1899.
 

ورغم فتح باب الحوار، لم تتضمن الوثيقة الفرنسية أي إقرار رسمي بالفظائع المرتكبة خلال تلك الحقبة، وفقا لوصف الصحيفة والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها من أعنف الحملات الاستعمارية في تاريخ القارة الأفريقية. وأكد المقرر الأممي وأستاذ القانون الدولي في جامعة كيبيك، برنارد دوهايم، أن "فرنسا كانت على علم بالفظائع آنذاك، لكنها لم تحاسب أيًا من الضباط المسؤولين، ولم تفتح أي تحقيق رسمي أو تعترف بما تعرضت له المجتمعات المتضررة".

وقاد الضباط الفرنسيون بول فوليت وجوليان شانوين عام 1899 قواتهم، التي ضمت جنودًا أفارقة يُعرفون بـ"الرماة"، في حملة دموية اجتاحت عدة مناطق في النيجر. وأسفرت تلك الحملة عن مقتل الآلاف من المدنيين، ونهب القرى، وترويع السكان المحليين لإخضاعهم للحكم الاستعماري. وفي العام التالي، أُلحقت النيجر رسميًا بالمستعمرات الفرنسية في غرب إفريقيا.

وسجّلت بلدة بيرني نكوني إحدى أبشع المجازر، حيث قُتل نحو 400 شخص في يوم واحد، بينما تعرضت قرى مثل تيبيري وزيندر ومجتمعات أخرى للنهب والحرق، وتم تعليق جثث الضحايا عند مداخل القرى لبث الرعب بين الأهالي.

وتعيد هذه الخطوة الفرنسية الجدل حول مسؤولية الدول الاستعمارية تجاه ماضيها الدموي في إفريقيا، ومدى استعدادها لتعويض الشعوب المتضررة من إرث العنف والنهب الذي رافق حملاتها التوسعية.

تابع مواقعنا