طوله 159 سنتيمترا.. متحف أمستردام يعرض تابوتا مصريا مبهرا يكشف جمال الفن الجنائزي القديم
يعرض متحف أمستردام، إحدى القطع الفريدة من نوعها في عالم الفن الجنائزي المصري القديم، وهو تابوت امرأة مصنوع من الخشب ومغطى بطبقة من الجص الملوّن، يتميز بزخارفه الرمزية الدقيقة وغناه بالتصوير الرمزي والديني.
متحف أمستردام يعرض تابوت مصري مبهر يكشف عن جمال الفن الجنائزي القديم
ويبلغ طول التابوت حوالي 159 سم، ويُعد نموذجًا رائعًا لفن التوابيت في العصور المتأخرة من الحضارة المصرية، ويتميز بغطاء مقبب مرسوم عليه تصوير مهيب للمتوفاة، في هيئة حتحور، المعبودة الراعية للنساء والموسيقى، والتي تظهر هنا في شكل مومياء ترتدي تاج الريشتين وقرني البقرة يتوسطهما قرص الشمس، تُمسك بيديها المتعاكستين صولجان "سخم" وإناء "حِس"، في رمزية للقوة والطهارة.
ويحيط برأسها تمثالان صغيران لامرأتين تنتحبان، يُعتقد أنهما إيزيس ونفتيس، وهما في زيّ ضيّق لا يغطي الصدر، وترتديان أطواقًا وزينة شعر مجعدة، وتمسكان بإناء "حِس"، مما يضفي مشهدًا دراميًا يعكس طقوس الحزن والأسى في رحيل الموتى.

إلى جانب المتوفاة، تظهر أبناء حورس الأربعة في مواضع رمزية: "أمستي" و"دواموتيف" عند المرفق الأيمن، و"حابي" و"قبحسنوف" عند المرفق الأيسر، في حماية لجسد المتوفاة. وتحتهم، نُقشت صور للإله "تحوت" على اليمين و"سوبك" على اليسار، ثم مرة أخرى الأبناء الأربعة. جميع هذه الشخصيات تمثل في هيئة مومياء، ما يبرز الصلة بالعالم الآخر.
وتزين خلفية الغطاء شبكة خرزية مرسومة بألوان زاهية، تعلوها شريط يحمل نجومًا وتمهد أسفله زخارف زهرية على شكل "روزيتات"، مما يضفي بعدًا زخرفيًا وبصريًا مميزًا على القطعة، أما جوانب الغطاء، فتحتوي على شريط زخرفي عريض يضم أزهارًا وأشكالًا لمعبودات موميائية متعددة التيجان، وتنتهي كل جهة بصورة لمومياء مستلقية على سرير مزوّد بعجلات.
وفي قمة التابوت، تظهر المعبودة "إيزيس" جاثية بأجنحة ممدودة فوق رمز "الذهب" (S12 في رموز جاردنر)، في مشهد تتصدره إلى الجانبين رموز "أوزوريس" و"رع-حوراختي"، وتحتهما رمزا "تيت" واثنان من أبناء "أنوبيس" في هيئة ابن آوى مستلقٍ.
وفي أسفل التابوت، ينتصب صقر مجنّح في رمز للحماية والقوة، بينما يُحاط التابوت من الأعلى بشريط زخرفي ملوّن يكمل روعة التصميم.


