توقف عن الحمية القاسية الآن.. دراسات تكشف آثارًا طويلة الأمد على الجسم والدماغ
رغم أن اتباع نظام غذائي صارم قد يبدو وسيلة فعالة لإنقاص الوزن، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذا النهج قد يحمل آثارًا ضارة طويلة الأمد على الجسم، حتى بعد التوقف عن تلك العادات السيئة.
وكشفت دراسة أجريت مؤخرًا في فرنسا أن الحميات المتذبذبة والمعروفة باسم حمية اليويو، لا تؤدي فقط إلى استعادة الوزن المفقود، بل قد تخلق تغيرات بيولوجية دائمة تجعل من الصعب الحفاظ على وزن صحي مستقبلًا.
خلل في التوازن البيولوجي
تحدث ظاهرة اليويوعندما يلتزم الشخص بحمية غذائية قاسية لفقدان الوزن، ثم يعود تدريجيًا إلى أنماط الأكل السابقة، ما يؤدي إلى استعادة الوزن وربما اكتساب المزيد.
وتنتشر هذه الظاهرة بشكل واسع، حيث أظهرت الإحصاءات أن حوالي 55% من النساء و35% من الرجال في الولايات المتحدة تعرضوا لتجربة الحميات المتكررة في مرحلة ما من حياتهم.
وفي تجربة أجريت على الفئران لمحاكاة هذه الحالة، تم تعريض الحيوانات لنظام غذائي متناوب بين الوجبات الصحية والدهون المرتفعة والسكريات، ومع مرور الوقت، أظهرت الفئران ميلًا للإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية حتى بعد تناولها طعامًا كافيًا.
تغيرات في الأمعاء والدماغ
عند تحليل بكتيريا الأمعاء لدى هذه الفئران، وجد العلماء تغيرات طويلة الأمد في تركيبة الميكروبيوم، ما أدى إلى خلل في عملية التمثيل الغذائي. والأكثر من ذلك، عندما تم زرع هذه البكتيريا في فئران أخرى لم تتبع نظامًا غذائيًا، بدأت هذه الأخيرة تظهر نفس السلوكيات الغذائية المفرطة.
كما أظهرت عمليات المسح الدماغي نشاطًا متزايدًا في مراكز المكافأة في أدمغة الفئران، وهي المناطق المسؤولة عن الاستجابة للمحفزات الممتعة، بما في ذلك الطعام، ما يعزز من احتمال ارتباط حمية اليويو بتغيرات عصبية تؤثر على الشهية والإفراط في الأكل.
تأثيرات تتجاوز الوزن
من ناحية أخرى، حذرت خبيرة التغذية ميليسا هوفر من أن الوزن المستعاد بعد الحمية غالبًا ما يكون دهونًا وليس عضلات، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم مع الوقت، لا سيما دهون البطن المرتبطة بمخاطر صحية مرتفعة.
وأشارت إلى أن العديد من الأشخاص يركزون على تقليل السعرات الحرارية دون دمج النشاط البدني، ما يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية وتراجع اللياقة البدنية.
مخاطر صحية ونفسية محتملة
تربط الدراسات بين الحميات الغذائية المتذبذبة وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل:
السكري من النوع الثاني
أمراض القلب
ارتفاع ضغط الدم
بل إن بعض الأبحاث أشارت إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نمط اليويو في فقدان واستعادة الوزن، يكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية مقارنة بأولئك الذين يحافظون على وزن ثابت، حتى وإن كان أعلى من الطبيعي.
وعلى المستوى النفسي، يرتبط هذا النوع من الحميات بانخفاض الرضا عن الصحة العامة وجودة الحياة، ما يضيف عبئًا نفسيًا إضافيًا على من يخوضون هذا النوع من التجارب.


