حماس لم تُهزم بعد.. رئيس الأركان الإسرائيلي يدعو إلى هدنة طويلة بقطاع غزة
عقد رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال هرتسي زامير، اجتماعًا موسعًا بمشاركة قيادة الأركان والمستوى العملياتي، في أول تقييم شامل منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لهدنة طويلة في العمليات العسكرية بقطاع غزة، بهدف استعادة الجاهزية العسكرية وبناء قوة الجيش من جديد.
تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي خلال اجتماع قيادة الأركان
ووفقا لما نشرته يديعوت أحرنوت العبرية، ترأس زامير، الاجتماع في قاعدة "غليلوت" العسكرية، قائلا: أن عام 2026 سيكون عام التعافي والجاهزية وبناء الأسس، بعدما تأجلت هذه الخطط بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية تمديد العمليات القتالية في غزة، ضمن عملية "مركبات جدعون".
وصرح رئيس الأركان خلال الجلسة، أن الجيش بحاجة إلى النَفَس الطويل، والتماسك الداخلي، كعناصر أساسية لاستمرار فاعليته، موجّهًا بذلك رسالة ضمنية إلى القيادة السياسية حول خطورة استمرار القتال دون أهداف واضحة أو دعم شعبي كافٍ.
وأشار زامير إلى أن "حماس لم تُهزم بعد"، وأن المفاوضات الجارية حاليًا لا تختلف كثيرًا عن تلك التي دارت في بداية العام، في وقت تشهد فيه رفح انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من محور "موراج"، وهو ما قد يمكّن آلاف السكان من العودة، وربما كذلك عناصر من حماس، في غياب رقابة عسكرية فعالة.
كما شدد على أن أي انسحاب غير محسوب من المناطق الحيوية قد يؤدي إلى ضياع الإنجازات العسكرية التي تحققت خلال المعارك في رفح، التي كانت المدينة الوحيدة التي فُرض عليها حصار فعلي داخل القطاع.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي لم يُجرِ تدريبات قتالية واسعة للعام الثاني على التوالي، بسبب الضغط العملياتي الكبير، خاصة على الجبهة الشمالية، موضحا أن هذا الوضع أدى إلى تراجع الجاهزية، وتشكيل وحدات قتالية غير متجانسة تفتقر إلى التنسيق الميداني.
وأوضح زامير أن بناء "جيش جديد وقوي" يتطلب إنشاء وحدات وألوية إضافية، ما يعني الحاجة إلى موارد بشرية ومالية ضخمة، إضافة إلى تركيز قيادي كامل على عملية البناء، رغم استمرار المعارك، مضيفا بأن الجيش ملزم بالحفاظ على الإنجازات التي تحققت في العامين الماضيين "رغم الثمن الباهظ"، ومنع حماس من العودة إلى القوة التي كانت عليها عشية هجوم 7 أكتوبر.
واستكمل رئيس الأركان الإسرائيلي، أن الدفاع عن حدود إسرائيل في المرحلة المقبلة سيكون عبر تمركز هجومي داخل أراضي العدو، في إشارة إلى بقاء الجيش داخل "مناطق أمنية" مؤقتة في جنوب لبنان، الجولان السوري، وقطاع غزة، قائلا: لن نتجاهل بعد اليوم نوايا وقدرات العدو، كما فعلنا سابقًا مع حماس وحزب الله.. الظروف تتغير، ونحن بحاجة إلى استخبارات أفضل وتكنولوجيا متقدمة.
وفي هذا السياق، أعلن عن إنشاء قسم تدريبي جديد ضمن الكليات العسكرية، بهدف دمج الدروس المستخلصة من الحرب الأخيرة في منظومة الجيش، إلى جانب فتح تحقيقات ميدانية حول العمليات البرية خلال الأشهر المقبلة.


