الهنجارنية الحسناء.. كتاب جديد يكشف كواليس استهداف قادة حزب الله بأجهزة البيجر
صدر حديثا عن دار كنوز كتاب الهنجارنية الحسناء.. الجاسوسة الإسرائيلية التي فخخت حزب الله وقتلت قادته، للكاتب الصحفي حمادة إمام مدير تحرير جريدة الشروق.
الهنجارنية الحسناء.. كتاب جديد يكشف كواليس استهداف قادة حزب الله بأجهزة البيجر
ونجح الكاتب من خلال الوثائق والمقابلات الشخصية أن يثبت أن عملية تفجير حزب الله وقادته لم تبدأ من بيروت بل مرت بثلاثة محطات وإذا كان السؤال إذا لم تبدأ العملية من بيروت، فمن أين بدأت؟
ويقول الكاتب إن لبنان بمثابة خشبة المسرح الذي وقف عليه المؤدون لبدء العرض بعد رفع الستار، وكان في الكواليس عمليات وتجهيزات مهدت كلها لبدء العرض، والذي تمثل في تفجير أجهزة الاتصالات في يد ووجه وعيون كل من يحملها لحظة إعطاء إشارة بدء العرض، وإذا كان التفجير هو المشهد الأهم في العرض، فإن عمليات الإعداد التي جرت خلف الكواليس لتجهيزه تكون أكثر أهمية من المشهد ذاته؛ لأنها تحمل تفاصيل رحلة العملية من المصنع في تايوان، حيث مكان إنتاج الأجهزة، إلى الشارع اللبناني، حيث تم تنفيذ العملية.
ويضيف الكاتب: عملية نقل أجهزة البيجر لم تكن مباشرة من تايبيه في تايوان، حيث مصنع الإنتاج، إلى الضاحية الجنوبية بلبنان، حيث مسرح العرض، لكنها مرت بمراحل متعددة وعلى عدة دول، وطُبقت عليها قواعد التفتيش والفحص الجمركي أحيانًا، وإعادة التغليف والتعبئة، ونزع الملصق الذي يحمل شهادة ميلاد البيجر في تايوان، واستخراج شهادة ميلاد أخرى باسم جديد بعد إدخال تعديلات في أحيان كثيرة، ولكل مرحلة من مراحل رحلة البيجر تفاصيل تكشف كيف نجح الموساد في إقناع حزب الله بشراء هذا النوع من الأجهزة ومن المورد هذا بالتحديد بكامل إرادته.
واستكمل: ففي المسافة من المصنع بتايوان إلى بيروت، كانت هناك ثلاث محطات مفصلية شهدت وقفة لعملية النقل وإعادة تقييم وتقدير موقف قبل وصول البيجر إلى بيروت أولًا: محطة تايبيه بتايوان، باعتبارها محطة بدء الرحلة، ثانيًا: المحطة البلغارية حيث مقر شركة نورتا جلوبال بالعاصمة صوفيا، حيث حامت الشبهات حول تورطها في العملية، ثالثًا: المحطة المجرية حيث تقع شركة بي أيه سي كونسالتينج، والتي تعد المسئولة عن عملية التوريد، ففي كل محطة من المحطات الثلاث، كان هناك شيء ما يتم إدخاله على شحنة البيجر لتمضي في مسار يجبر حزب الله على استخدام البيجر.
ويقول الكاتب إن عملية تفجير أجهزة البيجر أطلقت المسمى اسم عملية الزر الأحمر، وهى في عرف الموساد تعد عودة للطريقة الكلاسيكية في عمليات الاغتيال، والتي توقف استخدامها في النصف الثاني من القرن الماضي، ولكنها عودة بشكل حديث تأخذ من الماضي مضمون الفكرة، ومن الحاضر ما أضافته آلة القتل من تحديثات، بعد أن طوعت ثورة الاتصالات لصالحها، وبدأت من إرسال طرود بريدية ملغمة، أصبحت تستخدم وعن بعد رسائل إلكترونية ملغمة.
واختتم: فالعملية تعد واحدة من أكبر عمليات الموساد التي تمت بعد تخلي الموساد عن تردده في القيام بعمليات بهذا الحجم بعد الفضيحة التي أحدثتها عملية اغتيال الفدائي الفلسطيني محمود المبحوح عام 2010 داخل فندق البستان بدبي.
