دراسة تحذّر: الهواتف الذكية خطر على العقول النامية وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية
في تحذير جديد يسلّط الضوء على أزمة متفاقمة بين الأجيال الناشئة، كشفت دراسة جديدة، أن الاستخدام المبكر للهواتف الذكية يرتبط بتدهور ملحوظ في الصحة النفسية والرفاهية العامة للشباب، خاصة من وُلدوا بعد عام 1997.
مخاطر الهواتف الذكية على الأطفال
والدراسة، التي نُشرت في مجلة "التنمية البشرية والقدرات، اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 100 ألف شاب بالغ من مختلف أنحاء العالم، ضمن مشروع "العقل العالمي" الهادف إلى تقييم تأثير البيئة الرقمية الحديثة على الصحة العقلية.
وأظهرت النتائج، أن الأشخاص الذين حصلوا على أول هاتف ذكي في سن 12 عامًا أو أقل كانوا أكثر عرضة لمجموعة من الاضطرابات النفسية والعاطفية في مرحلة البلوغ المبكر، منها:
ضعف التنظيم العاطفي
العدوانية
انفصال عن الواقع
انخفاض تقدير الذات
وكانت الفتيات أكثر تأثرًا مقارنة بالفتيان، حيث أبلغت حوالي 48% من الفتيات اللاتي حصلن على هواتف في سن 5 أو 6 أعوام عن أفكار انتحارية، مقارنة بـ 28% فقط ممن حصلن على الهاتف في سن 13.
لماذا يحدث ذلك؟
وفقًا للدراسة، فإن الوصول المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي يمثل العامل الأكبر، حيث يُفسر نحو 40% من العلاقة بين استخدام الهواتف مبكرًا وتدهور الصحة النفسية.
كما ساهمت عوامل أخرى بنسبة أقل مثل:
اضطرابات النوم (12%)
العلاقات الأسرية المتوترة (13%)
التنمر الإلكتروني (10%)
وأكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، تارا ثياجاراجان، أن البيانات تشير إلى تحول عميق في الصحة العقلية لدى الجيل الجديد بفعل البيئة الرقمية.
وأضافت: عقول الشباب النامية أكثر هشاشة، وتأثير المحتوى الرقمي في مراحل مبكرة قد يكون بالغ الخطورة.
دعوات لتشريعات وقائية
أوصى فريق الباحثين بضرورة تقييد استخدام الهواتف الذكية للأطفال دون سن 13 عامًا، على غرار التشريعات المطبقة على الكحول والتبغ، إلى جانب إدخال مناهج للتثقيف الرقمي في المدارس، ومحاسبة الشركات التي تروج لمحتوى ضار.
وبدأت بعض الدول بالفعل في اتخاذ خطوات تنظيمية بهذا الشأن، مثل فرنسا وهولندا ونيوزيلندا، إلى جانب ولايات أمريكية فرضت قيودًا صارمة على استخدام الهواتف داخل المدارس.
وحذر التقرير من الانتظار طويلًا لاتخاذ إجراءات، قائلًا: عدم التحرك في ضوء هذه البيانات قد يعني خسارة فرصة حقيقية لحماية جيل كامل من الأضرار النفسية المحتملة.
