جوعان وبدي آكل.. أطفال غزة يواجهون المجاعة والموت البطيء
في مشهد مؤلم لا يحتاج إلى تعليق، ظهرت طفلة فلسطينية من غزة وهي تهمس بألم شديد “بدي آكل”، كلمات بسيطة لكنها تختزل حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها آلاف العائلات في قطاع غزة المحاصر.
أطفال غزة يواجهون المجاعة والموت البطء
الجوع في غزة لم يعد مجرد وجع في البطن، بل أصبح موتًا صامتًا ينهش أجساد الأطفال، يحوّلها إلى هياكل عظمية تمشي بصعوبة أو لا تمشي أصلًا، أجساد نحيلة، عظام بارزة، وعيون غائرة، تنطق جميعها باسم واحد، الجوع.

مقطع فيديو صادم تم تداوله خلال الساعات الأخيرة، أظهر طفلة صغيرة تبكي من شدة الجوع، تصرخ بعفوية أنا جوعانة، بينما تحاول والدتها تهدئتها بعجز واضح، إذ لا طعام ولا حليب ولا حتى أمل في إيصال المساعدات.

وفي مشهد آخر، تظهر طفلة تحاول الوصول إلى أحد مراكز المساعدات الإنسانية، لكن دون جدوى، وصفوف طويلة من الأطفال والنساء، ووجوه ترتجف من التعب والجوع، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
والواقع في غزة بلغ حدًا يفوق الوصف؛ فمئات الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وأجسادهم الهزيلة تئن تحت وطأة الجوع، ةالرضّع يُتركون للموت في صمت، بعدما غاب الحليب والدواء عن أيدي أمهاتهم، والعائلات تعيش على وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، إن وُجدت.

وتقارير المنظمات الإنسانية تدق ناقوس الخطر، مؤكدة أن غزة تحوّلت إلى بؤرة مجاعة حقيقية، والأمهات لا يبكين فقط من ألم أطفالهن، بل من العجز المؤلم؛ فلا خبز، ولا ماء نظيف، ولا حتى حضن قادر على طمأنة الجائعين، والجوع هنا لا يقتل فقط الأجساد، بل يفتك بالكرامة والإنسانية.


ورغم التحذيرات الدولية، فإن المساعدات الإنسانية ما تزال ممنوعة أو محدودة بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وسط صمت دولي فاضح، وعجز تام من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان.


