مراتي سابتني عشان مش متعلم وابني رجعني للمدرسة.. قصة كفاح أكبر طالب بالثانوية العامة
"مراتي انفصلت عني عشان متعلمة وأنا مش متعلم، فقررت ارجع اكمل تعليمي عشان ابني لما يكبر مينكسفش مني"، هكذا لخص محمد مصطفى، الطالب الأكبر سنًا في الثانوية العامة لعام 2025، قصته الملهمة والتي تتجسد فيها قوة الإرادة والعزيمة.
قصة كفاح أكبر طالب بالثانوية العامة
لم تكن الطريق ممهدة أمام محمد، إلا أن الظروف الصعبة والمسؤوليات وضغوطات الحياة، لم تمنعه من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات طويلة من الانقطاع، متشبثا بحلمه "كان أهم حاجة عندي إني أوصل لهدفي" كما يقول.
ويتابع محمد مصطفى، الذي يعمل في محل لتفصيل الستائر، إن ظروفه العائلية أجبرته على ترك التعليم في سن مبكرة: كنت كبير العيلة، واضطريت أسيب التعليم عشان أشتغل وأصرف على إخواتي، وقدرت الحمد لله أطلع أختي دكتورة وأخويا مهندس، لكن جوايا دايمًا كان في شغف بالتعليم.
بالإضافة إلى عمله في تصنيع الستائر كان محمد يعمل كسائق صباحا لتوفير مصاريف الأسرة، وعلى الرغم من صعوبة الرحلة، إلا أن محمد كان يوازن بين العمل والدراسة، وكان يقتنص أي فرصة للمذاكرة "أي لحظة أحس فيها إني ممكن أقدر أذاكر شوية افتح التليفون وأذاكر منه، وأغلب المذاكرة سماعي"، لإيمانه بأن حلمه أكبر من أي عقبة.
ويضيف أكبر طالب بالثانوية العامة: المذاكرة كانت صعبة جدًا، خصوصًا إني شغال طول اليوم، وبذاكر على التليفون وسط الشغل، بس كنت مصرّ.
وعن قصة انفصاله بسبب التعليم، والتي كانت الحافز الأكبر له في الاستمرار، يشير إلى إن انفصاله عن زوجته، التي كانت حاملا وقتها، كان نقطة تحوّل في حياته: مراتي انفصلت عني عشان معاها شهادة جامعية، وأنا مكنتش مكمّل تعليمي، ده كان أكبر حافز ليا، قررت أكمّل عشان لما ابني يكبر يلاقيني متعلم، وميعرفش إن أمه سابتني عشان مكنتش متعلم.
ويأمل محمد في استكمال دراسته الجامعية، ويفاضل بين كليتي الحقوق والتربية، حيث يقول “بحب التعليم جدًا، والعلم عمره ما كان له وقت، وأنا بدأت من جديد عشان ابني، وعشان نفسي”.
بعيدًا عن التعليم، وجد محمد في الشعر ملاذًا للتعبير عن مشاعره، وله ديوان شعري بعنوان “رسالة طائر سلام”.
