السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حرب حدودية تشتعل بين تايلاند وكمبوديا.. قصف مستشفيات ومدارس ونزوح 130 ألف مدني وسط فشل الوساطات الدولية

الحرب بين تايلاند
سياسة
الحرب بين تايلاند وكمبوديا
الجمعة 25/يوليو/2025 - 12:02 م

تبادلت تايلاند وكمبوديا القصف المدفعي الثقيل لليوم الثاني على التوالي، في تصعيد هو الأعنف بين البلدين منذ أكثر من عقد، ما أدى إلى اتساع رقعة الاشتباكات رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

الحرب بين تايلاند وكمبوديا 


وبحسب وكالة رويترز، فقد أسفرت المعارك المتصاعدة عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين.

وتبادلت الدولتان الاتهامات بشأن المسؤولية عن اندلاع القتال، حيث اتهمت تايلاند كمبوديا باستهداف المدنيين عمدًا، بينما زعمت كمبوديا أن القوات التايلاندية استخدمت ذخائر عنقودية، وهي أسلحة مثيرة للجدل ومدانة دوليًا.

وقال رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومتام ويتشاياتشاي، إن كمبوديا شنت هجمات على عدة جبهات، وإن بلاده تقوم بالدفاع عن أراضيها، محذرًا من أن الأوضاع آخذة في التدهور وقد تتطور إلى حرب مفتوحة، إذ تدور الاشتباكات حاليًا باستخدام أسلحة ثقيلة، بحسب تعبيره.

وأفاد الجيش التايلاندي بأن القتال تجدد قبل الفجر مع اندلاع مواجهات في 12 موقعًا، مقارنة بستة مواقع في اليوم السابق، واتهم كمبوديا باستخدام المدفعية ومنصات صواريخ روسية الصنع من طراز BM-21 لاستهداف مناطق تضم مدارس ومستشفيات، واصفًا الهجمات بأنها أعمال وحشية أودت بحياة مدنيين أبرياء وأصابت آخرين.

وألقى الجيش التايلاندي باللوم الكامل على الحكومة الكمبودية بقيادة هون سين، رئيس الوزراء السابق وصاحب النفوذ الكبير ووالد رئيس الوزراء الحالي هون مانيت، مؤكدًا أن استهداف المدنيين يُعد جريمة حرب ويستوجب محاسبة المسؤولين عنها.

واندلع القتال صباح الخميس، بسرعة ليتحول من تبادل لإطلاق نار بأسلحة خفيفة إلى قصف مكثف في مناطق متعددة على امتداد حدود متنازع عليها منذ أكثر من قرن، وتبعد المواقع عن بعضها بنحو 210 كيلومترات.

ويُعتقد أن السبب المباشر للتصعيد هو قرار تايلاند سحب سفيرها من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي يوم الأربعاء، بعدما فقد جندي تايلاندي ساقه جراء لغم أرضي قالت بانكوك إنه زُرع مؤخرًا من قبل القوات الكمبودية، وهو ما نفته كمبوديا واعتبرته اتهامًا لا أساس له.

من جانبها، أدانت وزارة الدفاع الكمبودية وهيئة نزع الألغام استخدام تايلاند المزعوم للذخائر العنقودية بكميات كبيرة، واعتبرت ذلك انتهاكًا للقانون الدولي، بينما لم تُعلق وزارة الخارجية التايلاندية، التي لم توقع على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية، على هذه الاتهامات.

ورصد صحفيو وكالة رويترز في محافظة سورين التايلاندية تحركات لقافلة عسكرية شملت شاحنات ومركبات مدرعة ودبابات، متجهة نحو الحدود وسط انتشار كثيف للقوات المسلحة، في حين دوّت أصوات الانفجارات بشكل متقطع في المنطقة، وشوهدت المدفعية تُطلق القذائف تباعًا، ما أدى إلى تصاعد الدخان الرمادي وسط ومضات برتقالية.

وأعلنت وزارة الصحة التايلاندية عن ارتفاع عدد القتلى إلى 15 حتى صباح الجمعة، بينهم 14 مدنيًا، إضافة إلى إصابة 46 شخصًا بينهم 15 جنديًا، فيما تم إجلاء أكثر من 130 ألف شخص من المناطق الحدودية المتضررة.

وقال عدد من النازحين في ملاجئ مؤقتة بمحافظة سورين، إنهم فروا بعد سماع دوي القصف، وأعربت سيدة تدعى أونغ ينغ يونغ 67 عامًا عن رعبها الشديد، مؤكدة أن الوضع تسبب في معاناة كبيرة للمدنيين.

ولم تقدم الحكومة الكمبودية أي بيانات رسمية بشأن الضحايا أو الإجلاء، في حين أفاد مسؤول محلي في إقليم أودار مينشيه بمقتل مدني واحد وإصابة خمسة آخرين، مع إجلاء نحو 1500 أسرة.

وكانت تايلاند نشرت طائرة مقاتلة من طراز F-16 يوم الخميس، في خطوة نادرة تُعد أول استخدام قتالي من نوعه منذ سنوات، ونفذت غارة جوية على هدف عسكري كمبودي، ووصفت كمبوديا هذا التحرك بأنه عدوان عسكري متهور ووحشي، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التدخل.

وتبرز مشاركة الطائرات المقاتلة تفوق تايلاند العسكري، إذ لا تمتلك كمبوديا سلاح جو ولا قدرات تسليحية تضاهي القوات التايلاندية من حيث العتاد أو الأفراد.

ودعت الولايات المتحدة، الحليف العسكري التقليدي لتايلاند، إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما ناشد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي يترأس رابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان، طرفي النزاع إلى انتهاج طريق السلام، مشيرًا إلى أنه تلقى مؤشرات إيجابية من كلا الجانبين.

لكن الخارجية التايلاندية أعلنت اليوم الجمعة رفضها الوساطة الدولية رغم عروض من الولايات المتحدة والصين وماليزيا، وأكد المتحدث الرسمي نيكورنديج بالانكورا أن الحل الأفضل يكمن في الحوار الثنائي بين البلدين.

تابع مواقعنا