بوساطة أمريكية.. تايلاند تعلن التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار مع كمبوديا
أعلن رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة، فومتام ويشاياتشاي، التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن وقف إطلاق النار مع كمبوديا، مشيرًا إلى أن بلاده تنتظر ما يثبت وجود نية صادقة لدى الجانب الكمبودي.
ويأتي هذا التطور عقب اتصال أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ويشاياتشاي ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانت، أكد خلاله أن الزعيمين اتفقا على عقد لقاء فوري والعمل على تنفيذ وقف إطلاق النار.
وكانت كل من تايلاند وكمبوديا تبادلتا القصف المدفعي الثقيل على مدار الأيام الماضية في تصعيد هو الأعنف بين البلدين منذ أكثر من عقد، ما أدى إلى اتساع رقعة الاشتباكات رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
الحرب بين تايلاند وكمبوديا
وقالت وكالة رويترز، إن المعارك المتصاعدة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وتبادلت الدولتان الاتهامات بشأن المسؤولية عن اندلاع القتال، حيث اتهمت تايلاند كمبوديا باستهداف المدنيين عمدًا، بينما زعمت كمبوديا أن القوات التايلاندية استخدمت ذخائر عنقودية، وهي أسلحة مثيرة للجدل ومدانة دوليًا.
وقال رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومتام ويتشاياتشاي إن كمبوديا شنت هجمات على عدة جبهات، وإن بلاده تدافع عن أراضيها، محذرًا من أن الأوضاع آخذة في التدهور وقد تتطور إلى حرب مفتوحة، إذ تدور الاشتباكات حاليًا باستخدام أسلحة ثقيلة، بحسب تعبيره.
وأفاد الجيش التايلاندي بأن القتال تجدد قبل الفجر مع اندلاع مواجهات في 12 موقعًا، مقارنة بستة مواقع في اليوم السابق، واتهم كمبوديا باستخدام المدفعية ومنصات صواريخ روسية الصنع من طراز BM-21 لاستهداف مناطق تضم مدارس ومستشفيات، واصفًا الهجمات بأنها أعمال وحشية أودت بحياة مدنيين أبرياء وأصابت آخرين.
وألقى الجيش التايلاندي باللوم الكامل على الحكومة الكمبودية بقيادة هون سين، رئيس الوزراء السابق وصاحب النفوذ الكبير ووالد رئيس الوزراء الحالي هون مانيت، مؤكدًا أن استهداف المدنيين يُعد جريمة حرب ويستوجب محاسبة المسؤولين عنها.
واندلع القتال صباح الخميس بسرعة ليتحول من تبادل لإطلاق نار بأسلحة خفيفة إلى قصف مكثف في مناطق متعددة على امتداد حدود متنازع عليها منذ أكثر من قرن، وتبعد المواقع عن بعضها بنحو 210 كيلومترات.
ويُعتقد أن السبب المباشر للتصعيد هو قرار تايلاند سحب سفيرها من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي يوم الأربعاء، بعدما فقد جندي تايلاندي ساقه جراء لغم أرضي قالت بانكوك إنه زُرع مؤخرًا من قبل القوات الكمبودية، وهو ما نفته كمبوديا واعتبرته اتهامًا لا أساس له.
من جانبها، أدانت وزارة الدفاع الكمبودية وهيئة نزع الألغام استخدام تايلاند المزعوم للذخائر العنقودية بكميات كبيرة، واعتبرت ذلك انتهاكًا للقانون الدولي، بينما لم تُعلق وزارة الخارجية التايلاندية، التي لم توقع على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية، على هذه الاتهامات.


