حكم بقاء الصابون بعد الغسل من الحيض أو الجنابة.. هل يستلزم إعادة الاغتسال؟
يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم بقاء الصابون بعد الغسل، وماذا لو أصبح بقاء الصابون حائلا يمنع وصول الماء إلى الجلد؟، فهل يصح الغسل في هذه الحالة ويصح معه الطهارة اللازمة للصلاة؟ كما يتساءل البعض هل يجوز استخدام الصابون أثناء الاغتسال من الحيض أو الجنابة، وهو ما نوضح لكم إجابته في هذا التقرير عبر القاهرة 24، وفقا لرأي دار الإفتاء المصرية.
حكم بقاء الصابون بعد الغسل
لكل من يتساءل عن حكم بقاء الصابون بعد الغسل، فقد أوضح جمهور أهل العلم، ما يجب في الوضوء والغسل، حيث يشترط إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة ليتحقق غسل العضو كما أمر الله، فقال الله تعالى في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ" سورة المائدة/6.
وما يدل على وجوب صحة الوضوء قبل الصلاة، ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: "فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ"، وبناء على ذلك، فمن توضأ وعلى عضو من أعضاء وضوئه ما يمنع وصول الماء إلى بشرته فعليه إزالة هذا الحائل والتأكد من وصول الماء للعضو أو مس الجلد بالماء الطهور.
ومن جانبه أجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليه مفاده، هل يجوز استخدام الصابون أثناء الاغتسال؟ مؤكدا أن الأمر واسع في الاغتسال من الجنابة أو الحيض فسواء استخدم المسلم أثناء الاغتسال الصابون في أول الاغتسال أو في آخره، فالماء سينزل على الجسم وسيأخذ هذا الصابون، والماء الصافي سيعمم الجسم.
وأضاف أمين الفتوى فيما يتعلق بـ حكم الاغتسال بالصابون، أن الاغتسال يتطلب الوقوف تحت الدش، ومياهه متجددة، وبالتالي سيزيل الماء أثر الصابون، حتى يصبح الماء صافيا رقراقا على الجسم، وهو ما ينطبق أيضا على استعمال الشامبو في الاغتسال من الجنابة أو الحيض، وإن كان الشامبو والصابون ليسا من واجبات الغسل، بل يكفي الماء فقط في الغسل.

هل يجوز استعمال الصابون في الغسل
وفقا لجمهور أهل العلم يجوز استعمال الصابون في الغسل ولكن دون وجوب، بل يكفي المسلم أن يفيض الماء على بدنه ليصل إلى كافة أجزائه، ولكن هناك من يضع الصابون في الماء ثم يغتسل بهذا الماء، وهناك كذلك من يضع الصابون على جسده ثم يستخدم الماء لإزالة هذا الصابون.
واتفق جمهور الفقهاء على أنه لا بد من تعميم جميع الجسد بالماء المطلق عند الاغتسال، والماء المطلق أو الماء الطهور، هو الذي لم يتغير طعمه أو لونه أو رائحته، وبالتالي فلا يستحب الغسل بماء مخلوط بالصابون، بينما ذهب بعض الفقهاء كالحنفية وغيرهم إلى صحة التطهر به، وأما الحالة الثانية، وهي وضع الصابون على الجسد ثم إزالته بالماء فالغسل في هذه الحالة صحيح.
هل أثر الصابون يبطل الوضوء
واستكمالا لتوضيح حكم بقاء الصابون بعد الغسل، يتساءل البعض هل أثر الصابون يبطل الوضوء؟ ووفقا لجمهور أهل العلم، لا يعد الصابون حائل يمنع وصول الماء إلى الجسم، وضابط هذا الحائل أن يكون له جِرم يمنع من وصول الماء إلى البشرة، ومعرفة هذا سهل ميسور على العقلاء، لأن معنى الحائل أنه يمنع وصول الماء إلى البشرة، فما منع وصول الماء إلى البشرة فهو حائل وما لم يمنعه فليس بحائل، وأما أثر الصابون على الجلد فلابد من المسح عليه بالماء ومن ثم الوضوء.
وعلى الجانب الآخر، قال بعض الفقهاء، أن الماء الذي خالطه طاهر كالصابون والعطور إن غلب المخالط بحيث لا يطلق عليه اسم الماء المطلق لا يجوز التطهر به، وأما إن كان خفيفًا جاز التطهر به، واستدلوا على هذا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، أذن في غُسل ابنته زينب عند الوفاة أن يكون بماء وسدر وكافور، وروى أحمد والنسائي وابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم، اغتسل هو وزوجته ميمونة من قصعة فيها أثر العجين، ويمكنكم الاطلاع على نواقض الوضوء من هنــــــــــــا.


