نفذت محاولة اغتيال ضد جاسوس إسرائيلي.. سهى بشارة تظهر في وداع زياد الرحباني| معلومات عنها
في جنازة زياد الرحباني، بدا المشهد كأنه لقاء رمزي بين زمنين، زمن الفن المقاوم، وزمن النضال بالسلاح والكلمة، ووسط الحشود التي احتشدت في شارع الحمرا ببيروت، التقطت عدسات الكاميرات ظهورًا لسيدة قد لا يعرفها كثيرون من أبناء الجيل الجديد، لكنها في ذاكرة اللبنانيين والعرب، أيقونة مقاومة وصاحبة واحدة من أجرأ العمليات الفردية في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
السيدة، التي ظهرت في جنازة زياد الرحباني، المناضلة سهى بشارة، التي أعادت الكاميرات اسمها إلى الواجهة، بعد أن طغى على المشهد لسنوات طويلة.
من هي سهى بشارة؟
ولدت سهى فواز بشارة عام 1967 في بلدة دير ميماس بجنوب لبنان، ونشأت في بيئة سياسية مثقفة، فالتحقت بالحزب الشيوعي اللبناني عام 1982 وهي لم تتجاوز الـ15 من عمرها.

وفي العشرين من عمرها، قررت تنفيذ عملية نوعية داخل معقل الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، فاقتربت من منزل أنطوان لحد، قائد ميليشيا جيش لبنان الجنوبي العميل لإسرائيل، وتظاهرت بالصداقة مع زوجته، وذات يوم، أطلقت رصاصتين على لحد داخل منزله، أصابته إحداهما في صدره، والأخرى سببت شللًا بذراعه.
11 عامًا خلف القضبان
لم تهرب سهى بعد العملية، فتم اعتقالها مباشرة، وأُودعت في معتقل الخيام سيئ السمعة، حيث أمضت 11 عامًا، بينها ست سنوات في العزل الانفرادي، وتحولت إلى رمز عالمي للمقاومة، وتدخلت جهات حقوقية دولية للإفراج عنها، حتى نالت حريتها عام 1998.

وظهورها الصامت في جنازة زياد الرحباني، حيث وضعت وردة حمراء على نعشه، لم يكن مجرد حضور شخصي، بل بدا كأنه تحية رمزية من زمن الرصاص إلى زمن الألحان.
مناضلة صمدت خلف القضبان، تودع فنانًا قاوم بالكلمة، في لحظة تقاطع نادرة بين الفن والسياسة والنضال.
تفاعل واسع مع ظهور سهى بشارة في جنازة زياد الرحباني
تداول مستخدمو مواقع التواصل فيديوهات وصورًا للمناضلة سهى بشارة، متسائلين عن هويتها، ومندهشين من الحكاية التي تعود من جديد إلى الواجهة.. البعض وصف المشهد بأنه عودة شبح المقاومة الجميل، بينما كتب آخرون: في زمن التيه، ظهرت من تُذكرنا بمن كنا.


