الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الكيماوي لم يوقفني عن حلمي.. سارة محمد تنتصر على السرطان والثانوية معًا

سارة محمد لطفي -
تعليم
سارة محمد لطفي - طالبة الثانوية محاربة السرطان
الثلاثاء 29/يوليو/2025 - 08:33 م

في لحظة عابرة من خريف 2024، وبينما كان زملائها بالثانوية العامة يراجعون الدروس، كانت سارة محمد تفتح رسالة على موبايل والدها، لم تكن تعرف أنها ستقلب حياتها رأسًا على عقب، فبعد إجراء فحوصات عادية أجرتها لشكواها المتكررة من آلام في الركبة، جاءت رسالة صادمة: "للآسف كانسر.. ومطلوب الإحالة العاجلة للأورام"، اختلفت الأمور معها تمامًا، تسرسب الألم لقلب الفتاة، زُرع في قلبها خوف بحجم الحياة كلها.

وما بين خبيث لا يطرق بابًا قبل اقتحام الأجساد، والثانوية العامة بقلقها العميق وضغوطها الموروثة التي ربما سحقت أصحاء، أدركت "سارة" أن القدر اختار لها حربين في عام واحد، "مافكرتش غير في دراستي، وقلت لنفسي: لو المرض كسب المعركة دي، يبقى أنا خسرت مرتين، هكذا تحدثت الفتاة وهي تمسح على ذراعها التي ما زالت آثار الإبر عليها شاهدة على الأشهر العنيفة.

الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة
الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة

نوفمبر من العام الماضي 2024، بدأت رحلة الفتاة التي لم تصل العشرين من عمرها بعد مع الكيمياوي، غير مدركة لما يفعله من سرقة الذاكرة والتركيز حتى النوم، "مكنتش متوقعة إنه كده، أنا كنت بموت حرفيًا، ومش قادرة لا أقوم ولا أفتح كتاب، وفضلت شهور منقطعة عن المذاكرة"، وظلت سارة هكذا كما تضيف حتى تم إجراء أول عملية لها في شهر 4 الماضي، حتى عادت للمذاكرة.

الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة
الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة

 سارة لطفي.. قصة فتاة قاومت السرطان وانتصرت بالثانوية

من على أسرّة المستشفى، وداخل غرف العزل والرعاية، كانت مذاكرة "سارة" أشبه بانتفاضة في وجه المرض الخبيث، عادت الفتاة الباحثة عن الحياة من رحم المعاناة إلى كتابها، تقتنص الضحكة من بين أنياب الألم، وتُثبت باجتهادها أنها قادرة على محاربة المرض ومواصلة الطريق، وكلما خذلها اليأس، استمدت العزيمة من حضن أسرتها، حيث تتذكر تلك الفترة بقولها: كنت بدوّر على كلمة دعم، وأهلي كانوا جنبي، وبابا وماما كانوا الحضن اللي بيرجعني للحياة كل يوم.

الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة
الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة

الكيماوي لم يكن يُفقدها التركيز فقط، بل يمحو المعلومات من ذاكرتها، كانت تحفظ السطر، وتنساه بعد دقائق، كما تتابع سارة، لكنها رغم كل شيء، اختارت ألا تؤجل العام، "كنت بقعد بالساعات عشان أحفظ جملة، وبعد ثانية واحدة أنساها، بس ما استسلمتش، كنت بعيط، وبقوم أكمل، وكنت مقتنعة إني لازم أدخل الامتحان.

وبعقل مشوش، وجسد منهك، وبكامل ما أوتيت من تركيز، دخلت سارة الامتحانات، ونجحت الطالبة في الثانوية - بغض النظر على النسبة - كما نجحت في محاربة الخبيث، وحققت انتصارًا حيث تستكمل حديثها: "جبت 65%، بس بالنسبة لي ده نجاح عمر، مش شهادة، ولا رقم على ورقة، ده سبحان من خلاني أخوض التحديين التقال ده في سنة واحدة، وأتخطاهم".

الآن، وبينما تقف سارة على أعتاب التنسيق، لا كطالبة عادية، بل كأيقونة صبر، تحلم بكلية تناسب معاناتها، لا تريد شفقة، بل تريد أن يتم معاملتها كطالبة قهرت المرّين، وتحدت المستحيل، وأن تفتح إحدى الجامعات الخاصة لها طريقًا جديدًا نحو تحقيق ذاتها، تلك الذات التي تعلمت الدرس الأصعب: “مش مهم إيه هي الكلية، المهم تكون طريق يخليني أحقق نفسي، أنا ما نجحتش عشان أقول بس أنا عديت، أنا نجحت علشان أعيش”.

الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة
الطالبة سارة محمد لطفي التي انتصرت على الكانسر والثانوية العامة
تابع مواقعنا