شارة القيادة.. خلافات تلوح في الأفق داخل برشلونة بعد الجولة الآسيوية
يبدو أن نادي برشلونة لن يعود من جولته الآسيوية الأخيرة محمّلًا فقط بالملاحظات الفنية والتكتيكية، بل يحمل معه صداعًا إداريًا قد يكون أكثر تعقيدًا من أي مباراة خاضها الفريق على أرض الملعب.
شارة القيادة.. مباراة سياسية تلوح في أفق برشلونة بعد الجولة الآسيوية
الأزمة تتمحور حول شارة القيادة، التي كانت دومًا رمزًا للاستقرار والثقة داخل غرفة ملابس الفريق، لكنها الآن باتت محور انقسام بين الإدارة واللاعبين.
تير شتيجن.. قائد تحت الضغط
مارك أندريه تير شتيجن، حارس المرمى الألماني، الذي حمل شارة القيادة الموسم الماضي، يجد نفسه الآن في مهب جدل داخلي، بعض مسؤولي النادي بدأوا يفكرون جديًا في سحب الشارة منه، مبررين ذلك بابتعاده عن الفريق لفترة طويلة بداعي الإصابة، مما جعلهم يرونه غير متصل بشكل كافٍ باللاعبين داخل وخارج الملعب خلال الفترة الحرجة من الموسم الماضي.
غرفة الملابس تتمسك بتير شتيجن
لكن داخل غرفة الملابس، الأمور تختلف، عدد من اللاعبين، وعلى رأسهم فرينكي دي يونج، دافعوا بشدة عن زميلهم الألماني، معتبرين أن إصابته لا تنتقص من قيمته كقائد للفريق، وأن تأثيره في الفريق يمتد لما هو أبعد من دقائق اللعب داخل الملعب.
في المقابل، اختار بعض اللاعبين مثل جول كوندي وإريك جارسيا الوقوف على الحياد، مفضلين عدم التورط في الجدل، وإحالة القرار إلى الإدارة والجهاز الفني.
فليك يهرب من المواجهة
المدرب هانز فليك بدوره لم يقدّم حسمًا واضحًا، وفضّل الالتزام بتقليد برشلونة القديم، بقوله: “اللاعبون هم من يقررون من يحمل شارة القيادة، كما كان يحدث دائمًا في النادي”، وهو تصريح يُظهر تهرّبًا واضحًا من اتخاذ موقف قد يزيد من التوتر في بداية ولايته الفنية.
انقسام متوقّع.. وتأثيرات محتملة
كل المعطيات تشير إلى أن القرار النهائي بشأن شارة القيادة، أيًا كان، سيخلق حالة من الانقسام داخل النادي، الإدارة ترى أن التغيير ضرورة لمواكبة المرحلة الجديدة، بينما غرفة الملابس تميل إلى الحفاظ على الاستقرار والولاء للاعب خدم الفريق لسنوات طويلة.
هكذا، وبين صراع القيم والقرارات، والاستقرار والتغيير، يبدو أن برشلونة مقبل على “مباراة سياسية” داخلية أكثر تعقيدًا من أي مواجهة على أرض الملعب.. وهي مباراة قد تؤثر بشكل غير مباشر على الانسجام في موسم يحتاج فيه الفريق إلى كل نقطة توازن ممكنة.


