المديرة التنفيذية لـ الهلال الأحمر: أرسلنا نصف مليون طن من المساعدات إلى غزة.. وخلية نحل تعمل لإغاثة أشقائنا| حوار
بين الحرب والدمار وتصاعد صرخات جوع لا تهدأ من غزة، يعلو صوت الإنسانية، وفي قلب واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم، يواصل الهلال الأحمر المصري أداء دوره المحوري في تقديم يد العون لضحايا الحرب في قطاع غزة، من خلال تنسيق قوافل المساعدات وإيصال الإغاثة الطبية والغذائية لأشقائنا المحاصرين خلف الدمار والحصار، فمع تفاقم الأوضاع الإنسانية، باتت الحاجة للتدخل الإنساني أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ومنذ بداية الحرب، برز الهلال الأحمر المصري كعادته كلاعب رئيسي في المشهد الإغاثي، ليس فقط باعتباره الجهة الأقرب جغرافيًا لغزة من الجانب المصري، بل لأنه الجسر الحيوي الذي تمر عبره المساعدات، وسط تنسيق معقد مع منظمات دولية، وهيئات طبية، ومؤسسات حكومية.
الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، كشفت في حوار مع القاهرة 24، حجم المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة منذ بداية حرب السابع من أكتوبر 2023، وحتى الآن، وكذلك حجم المساعدات التي أرسلت مؤخرًا بعد إطلاق قوافل «زاد العزة من مصر لغزة»، وكيفية التعامل مع المساعدات بعد استلامها، بجانب مراحل تجهيز شاحنات المساعدات الاغاثية والغذائية.
في البداية نود أن نعرف ما أبرز جهود الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
في الحقيقة، كان للهلال الأحمر المصري دور بارز منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023، بل إن دوره في دعم غزة يمتد تاريخيًا إلى عام 1948، فقد كان دائمًا جهازًا مساعدًا للسلطات المصرية في تقديم الإغاثة الدولية خلال مختلف الأزمات.
ويقدم الهلال الأحمر دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الإنسانية، سواء من خلال تقديم الخدمات للمصابين ومرافقيهم الذين تم إجلاؤهم من القطاع إلى مصر، أو عبر التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني داخل غزة.
منذ انطلاق قوافل زاد العزة.. ما حجم المساعدات المرسلة إلى غزة حتى الآن؟
منذ انطلاق قوافل زاد العزة من مصر إلى غزة، الأحد الماضي، بلغ حجم المساعدات أكثر من 5 آلاف طن، تنوعت بين: سلاسل إمداد غذائية، دقيق، خبز، ألبان أطفال، مواد طبية وأدوية علاجية، بالإضافة إلى مستلزمات العناية شخصية، بينما أرسلنا منذ بدء الأزمة في أكتوبر 2023 ما يزيد عن 35 ألف شاحنة مساعدات منها 30٪ مساعدات طبية وإغاثية غير غذائية، بواقع نحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة.
وهل سيجرى إدخال خيم ومساعدات أخرى بجانب الطبية والغذائية خلال الأيام المقبلة؟
حاليًا يتم التركيز على المساعدات الغذائية نظرًا للنقص الحاد في الغذاء باعتبارها على رأس الأولويات، وبالفعل أدخلنا أطنان من المساعدات الإنسانية التي تضمنت خيم ومعدات طبية سابقًا، بل وساهم الهلال الأحمر المصري في إنشاء مخيمين بخان يونس الفلسطينية وكذلك تصميم وإرسال مستشفى ميداني.
وكم عدد المتطوعين القائمين على جاهزية المساعدات لإرسالها إلى أشقائنا في قطاع غزة؟
شبكة من المتطوعين في جميع محافظات الجمهورية تتكون من 35 ألف متطوع يواصلون العمل ليل نهار للوقوف على جاهزية المساعدات من داخل المراكز اللوجستية المخصصة لدعم غزة والتي دائمًا على أهبة الاستعداد منذ بدء الأزمة، ويعملون على تجهيز المساعدات وتصنيفها وتكويدها، ومتابعة تفويجها عبر المعابر.
وماذا عن المطبخ الإنساني؟
في إطار جهود الهلال الأحمر المصري لتقديم الدعم الغذائي إلى غزة، جهز متطوعو الهلال الأحمر المصري الخبز الطازج بأنفسهم داخل المخبز الآلي بمركز الإمداد الغذائي «المطبخ الإنساني» بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، ثم نغلفه ونضيفه إلى سلال المساعدات الغذائية المرسلة إلى القطاع، وذلك في إطار مبادرة «لقمة هنية من مصر إلى غزة» التي تأتي بالتزامن مع تكثيف الجهود لاستمرار الدفع بالمساعدات الغذائية في ما يشهده القطاع من نقص حاد في الغذاء.
ويستهدف المخبز الآلي، إمداد أهل غزة بعشرات الآلاف من الأرغفة بشكل مستمر، وذلك في إطار جهود الهلال الأحمر؛ لتوسيع نطاق خدماته الإنسانية وتلبية الاحتياجات الغذائية للأسر الفلسطينية.
ويعمل «المطبخ الإنساني» والذي كان قد بدأ تشغيله في مارس 2024، على إعداد الوجبات الساخنة والجافة والخبز الطازج لأهالي قطاع غزة، إذ أمد القطاع خلال شهر رمضان 2024، بنحو 2 مليون رغيف خبز، وأكثر من نصف مليون وجبة ساخنة، وقرابة 700 ألف وجبة جافة.
وكيف يتم التعامل مع المساعدات بعد استلامها؟
بعد استلام المساعدات، يتم التأكد من مطابقتها للمعايير الدولية، ثم تُغلف وتُكود وتُصنَّف، قبل نقلها إلى مدينة العريش، وهناك، يتم تجهيزها داخل المركز اللوجستي الخاص بالهلال الأحمر المصري، والذي تم إنشاؤه خصيصًا عقب اندلاع الأزمة في أكتوبر 2023، ويرافق الهلال الأحمر المساعدات حتى يتم تفويجها إلى معبري رفح أو كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها إلى غزة.
وماذا عن مراحل تجهيز شاحنات المساعدات الإغاثية والغذائية؟
كل خطوة لها فريق كامل على الأرض، وكل فريق يسلم الفريق الآخر، الهلال الأحمر خلية نحل تعمل على مدار الساعة لإرسال القوافل لأشقائنا جاهزة على التسليم بشكل سريع، إذ نعمل على التعبئة والتجهيز ثم فحص كل شاحنة وفحص لكل وحدة موجودة بالشاحنة، ثم جردها، ثم ترسل إلى المعبر وبعد دخولها تمشي نحو 65 كيلو لتخضع لفحص بالأشعة السينية ثم تمشي في طريقها لممر وصولًا إلى قطاع غزة.
وما حجم التنسيق بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني؟
هناك تنسيق وتواصل دائم بين الجانبين لتقييم الأوضاع وتحديد أولويات الدعم، ويتم هذا التنسيق مع المركز العام للهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله، وفرعه في غزة، لتسليم المساعدات بآلية منظمة وفعالة.
وكيف تحددون أولويات المواد الإغاثية المرسلة؟
تُحدد الأولويات بالتعاون مع الجهات الإنسانية العاملة داخل غزة، على رأسها الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، بالإضافة إلى النداءات التي ترد بشكل مباشر إلى الهلال الأحمر المصري، وعادة ما تتركز الأولويات حول الغذاء، والمياه، والأدوية، والمستلزمات الطبية، والمواد الإغاثية الخاصة بالإعاشة.










