علماء فلك يحذرون: أقمار ستارلينك تتداخل مع إشارات من أعماق الكون
أثارت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كيرتن الأسترالية قلقًا متزايدًا في الأوساط العلمية بشأن التأثيرات المحتملة لشبكة أقمار ستارلينك، التابعة لشركة سبيس إكس المملوكة لرائد الأعمال إيلون ماسك، على أبحاث الفلك الراديوي، وذلك وفقًا لماركا.
علماء فلك يحذرون: أقمار ستارلينك تتداخل مع إشارات من أعماق الكون
وبحسب الدراسة التي استعرضت بيانات ضخمة ضمت أكثر من 76 مليون صورة التُقطت بواسطة محطة نموذجية تابعة لتلسكوب "مصفوفة الكيلومتر المربع"، تبين أن انبعاثات الراديو القادمة من أقمار ستارلينك أثرت على نحو 30% من بعض مجموعات البيانات، مما يمثل مصدر تداخل غير مسبوق مع عمليات رصد إشارات الفضاء العميق.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال ديلان جريج، قائد فريق البحث، رصدنا أكثر من 112 ألف انبعاث راديوي قادم من 1،806 أقمار صناعية ضمن شبكة ستارلينك، بما في ذلك إشارات ضمن نطاقات لا يُفترض أن تكون فيها أي انبعاثات على الإطلاق.
وأشار العلماء إلى أن هذا النوع من التداخل لم يكن متوقعًا، لا سيما في نطاقات تردد تعتبرها أجهزة الرصد نظيفة، ما يهدد دقة البيانات الخاصة بأبحاث أصل الكون وتطور المجرات.
أقمار صناعية في تزايد مستمر
بدأت شركة "ستارلينك" إطلاق أقمارها في عام 2019 بهدف توفير خدمة إنترنت عالية السرعة بزمن وصول منخفض، حتى في أكثر المناطق عزلة، وحتى فبراير 2025، بلغ عدد الأقمار الصناعية النشطة أكثر من 6،500 قمرًا، مع خطط مستقبلية لرفع هذا العدد إلى 12،000 ثم إلى 30،000 قمر صناعي في مراحل لاحقة.
وتدور أقمار ستارلينك في مدارات منخفضة على ارتفاع 550 كيلومترًا فقط، مما يجعلها أكثر عرضة للتسبب في تداخلات راديوية مقارنة بالأقمار الثابتة تقنيًا.
ستارلينك لا تخالف القوانين لكن العلماء يدقون ناقوس الخطر
ورغم كل هذه المؤشرات، أوضح البروفيسور ستيفن تينجاي، من جامعة كيرتن، أن شركة ستارلينك لا تنتهك أيًا من اللوائح الحالية، مشيرًا إلى أن النقاشات التي أُجريت مع شركة سبيس إكس حول هذه المسألة كانت بناءة.
وأضاف تينجاي، نأمل أن تسهم نتائج هذه الدراسة في تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى تحديث السياسات والقوانين التي تحكم تفاعل التكنولوجيا الحديثة مع علوم الفلك الراديوي.


