تامر حسني لـ القاهرة 24: نسب المشاهدة ليست مقياسا للنجاح.. وتشبيهي بالعندليب تتويج لسنوات من التعب | حوار
في عالم الفن، قليلون هم من استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم حالة خاصة، وجمهورا وفيا يتجاوز حدود المكان والزمان، وقليلون أيضا من نجحوا في أن يكونوا "ظاهرة فنية" حقيقية، لا تشبه أحدا، ويصعب تكرارها. النجم تامر حسني هو واحد من هؤلاء، إن لم يكن في مقدمتهم.
موهبة فطرية، وصوت يحمل شجنا لا يخطئه القلب، وكاريزما صنعت له مكانة فريدة بين نجوم الوطن العربي. بدأ رحلته من الصفر، مؤمنا بنفسه، ومراهنا على حلمه، حتى أصبح اليوم أحد أبرز النجوم الذين يجمعون بين الغناء، التمثيل، التأليف، والإخراج، بل وأيقونة فنية ألهمت جيلا بأكمله.
حوار خاص مع النجم تامر حسني لـ القاهرة 24
في لقاء خاص مع الفنان والنجم تامر حسني، تحدث معنا بكل صراحة وشفافية عن تفاصيل ألبومه الجديد، وتحدياته الفنية، ورؤيته للنجاح، كما تطرق إلى علاقته بجمهوره، وتشبيهه بالعندليب عبد الحليم حافظ، وتجربته مع الراب والفنان كريم أسامة، وغيرها من المحطات الهامة في مشواره. إليكم نص الحوار كاملا:
حدثنا عن ألبومك الجديد لينا معاد، وكيف كانت تجربتك معه هذا العام؟
هذا العام كان تحديا كبيرا بالنسبة لي على المستوى الفني، وكان هدفي الأول أن أقدم ألبوما جيدا من حيث المحتوى الموسيقي، وليس فقط من حيث الأرقام. صحيح أن الألبوم حقق أرقام مشاهدة واستماع ممتازة، وأنا فخور بذلك طبعا، لكن في الحقيقة لم تكن الأرقام هي ما يشغلني.
كنت أريد أن أخرج عملا متكاملا، يحمل مجهودا حقيقيا وصدقا فنيا، وهو ما حاولت تحقيقه على مدار سنتين كاملتين من التحضير والتجهيز، بالتعاون مع فريق عمل كبير ورائع.
والأجمل من كل شيء هو أنني عندما ألتقي بالجمهور في الشارع أو في أي مكان، وأسمع منهم كلمات مثل “الألبوم متعوب فيه أو إنك قدمت حاجة حلوة ومختلفة” هذا الشعور بالنسبة لي لا يقدر بثمن. أن يشعر الجمهور بالمجهود المبذول، وأن يقدروا التفاصيل، هذا بالنسبة لي هو النجاح الحقيقي.
علاقتك بجمهورك دائما تبدو استثنائية.. كيف تراها اليوم بعد كل هذه السنوات؟
منذ بداية مشواري، وأنا لا أعتبر من يحبونني مجرد جمهور، بل هم عائلتي الكبيرة. أنا أرى فيهم أهلي وأصدقائي وإخوتي. هذه العلاقة بيننا قائمة على محبة صادقة ومشاعر متبادلة من القلب، شعرت بهذا بشكل أكبر مؤخرا، عندما وجدت من يسافر من محافظة لأخرى لحضور حفلاتي، أو من ينتظر لساعات طويلة فقط لرؤيتي. هذا الشعور بالحب المتبادل لا يمكن وصفه بالكلمات، وأحمد الله أن هذه المحبة استمرت لسنوات طويلة ولم تتغير.
كثيرون يرون أنك حققت المعادلة الصعبة كمطرب وممثل في نفس الوقت، والبعض شبه مسيرتك بالعندليب عبد الحليم حافظ.. كيف ترى ذلك؟
أنا في الحقيقة لا أحب كثيرا استخدام مصطلحات مثل أهم مطرب أو أقوى فنان لأن كل فنان بيجتهد وبيتعب، وكلنا نسعى لتحقيق النجاح كل بطريقته، لكن أن يتم تشبيهي بالفنان العظيم عبد الحليم حافظ، فهذا شرف كبير وشهادة أعتز بها جدا. فالعندليب لم يكن مجرد مطرب أو ممثل، بل كان حالة فنية متكاملة عاشتها الجماهير وما زالت تعيشها حتى اليوم.
وأنا أحاول دائما أن أقدم نفسي بشكل شامل، سواء في الغناء أو التمثيل أو حتى في الكتابة والتلحين، وأبذل مجهودا ضخما يفوق الوصف لأحافظ على مستوى ثابت ومتميز في كل هذه الجوانب. وربنا كرمني بأن أستمر في هذه المسيرة، وهذا من فضل الله ورضا الجمهور.
مؤخرا شاهدنا ظهور الفنان الشامي معك على المسرح.. حدثنا عن هذه التجربة وما الذي جمعكما؟
الشامي هو أخي الصغير الذي أعتز به كثيرا، وقد كنت شاهدا على رحلته الفنية منذ بدايتها، كما كنت شاهدا على حجم المحبة الكبيرة التي يكنها لي من قلبه، والتي أقدرها كثيرا. كان دائما يحلم بأن يغني في مصر، ويقف على المسرح أمام الجمهور المصري، ولكن لظروف معينة، لم يكن ذلك ممكنا في السابق.
ومن جهتي، بذلت جهدا كبيرا للغاية لتحقيق هذا الحلم له، والحمد لله وفقني الله في تقديمه لأول مرة على المسرح أمام جمهوري خلال حفلي بمهرجان العلمين، وكانت لحظة مؤثرة ومليئة بالفخر بالنسبة لي.
أتمنى له من أعماق قلبي كل التوفيق والنجاح، وأن يحقق كل ما يحلم به، فهو فنان موهوب بحق، ويستحق فرصة حقيقية، وإن شاء الله تكون هذه البداية لانطلاقة أكبر وأوسع في المستقبل القريب.
في ألبومك الجديد، قدمت تجربة مزج بين الراب والطرب مع كريم أسامة.. كيف بدأت هذه الفكرة؟
كريم أسامة فنان شاب موهوب للغاية، وأرى أنه يقدم شيئا جديدا ومختلفا بالفعل على الساحة، وقد لفت الأنظار إليه مؤخرا بشكل ملحوظ، لما يمتلكه من حضور وإبداع، تعاونا سويا في مشروع موسيقي يجمع بين نوعين مختلفين من الفن، وهما الراب والطرب، وكانت تجربة مميزة ومثيرة بالنسبة لي، خاصة أننا أردنا أن نخوض مغامرة موسيقية جديدة قد تفتح الباب أمام موجة من التجارب المماثلة لاحقا.
الأغنية التي قدمناها كانت من كلمات وألحان كريم نفسه، أما التوزيع فكان للعبقري 'الوالي'، وهو موزع موسيقي متميز جدا وتشرفت بالعمل معه، لأنه أضفى على المشروع بعدا فنيا مختلفا واحترافيا.
الشيء الأجمل في هذه التجربة، والذي أسعدني كثيرا، هو أن كريم كان يحمل لي محبة كبيرة منذ سنوات، وكان يكتب لي رسائل دعم على منصات التواصل الاجتماعي قبل أن نتعرف بشكل شخصي، لكنني لم أكن أراها في حينها.
والمفارقة الجميلة أن أول لقاء بيننا حمل طاقة إيجابية قوية شعر بها كلانا فورا، وقد انعكست هذه الروح الإيجابية في العمل المشترك، وهو ما شعر به الجمهور فعلا من خلال الأغنية، وكان رد فعلهم أكبر دليل على نجاح هذه الحالة الفنية.
وماذا عن مشاركتك الأخيرة في مهرجان العلمين؟ كيف رأيت رد فعل الجمهور؟
مهرجان العلمين أصبح من أبرز الفعاليات الفنية التي ننتظرها من عام إلى آخر، ليس فقط لكونه مهرجانا غنائيا ضخما، بل لأنه أيضا يعبر عن الوجه الحضاري والسياحي المشرق لمصر، ويقدم صورة راقية ومشرفة للعالم عنا وعن قدراتنا في تنظيم الأحداث الكبرى.
