بوتين ونتنياهو في ميزان العدالة الأمريكية.. لا اعتقالات رغم قرارات الجنائية الدولية
من نتنياهو إلى بوتين.. توجه إلى أمريكا ولا تخشَ ضغط قرارات الجنائية الدولية، هكذا يمكن قراءة الصورة المرتقبة في ألاسكا الأمريكية المباعة من موسكو إلى واشنطن إبان حقبة الإمبراطورية الروسية عام 1867، في ظل صدور مذكرة اعتقال ضده من المحكمة الجنائية الدولية عام 2023، على خلفية اتهامها للزعيم الروسي بالمسؤولية عن جريمة حرب تتمثل في الترحيل غير القانوني للأطفال من المناطق التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا.
بوتين يستعد للقاء ترامب في ألاسكا 15 أغسطس
فعندما يسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ولاية ألاسكا 15 أغسطس الجاري، سيتمكن من القيام بذلك بثقة تامة بأنه لن يُعتقل، حاله كحال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصادر بحقه أيضًا مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في قطاع غزة.
لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية مستقبلة لكلا الزعيمين الروسي، والإسرائيلي، رغم تباين موقفها في الصراعات الصادر على إثرها مذكرات الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضد كل من بوتين ونتنياهو، إذ رحبت أمريكا في بيانات رسمية لها بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسية فلاديمير بوتين، كما دأبت على تقديم الدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا، الطرف المواجه لروسيا في حربها المتهم بشأنها بوتين بارتكاب جرائم حرب.
أمريكا ترحّب بقرار بوتين وتعارض قرار نتنياهو
بينما تعارض واشنطن وتقف متمترسة خلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في حربه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ومعارضة لقرارات الجنائية الدولية بحق نتنياهو، رغم تماثل الجرائم الموجهة للزعيمين فكلامها وجهت له المحكمة الجنائية الدولية تهمة ارتكاب جريمة حرب في مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، وهو ما يؤكد تباين الموقف الأمريكي بشان القرارات القضائية الدولية، وفقًا لمصالح البيت الأبيض.
وتتحضر ولاية ألاسكا لأول زيارة لزعيم روسي إلى الولاية منذ بيعها إلى واشنطن في عام 1867، وأول زيارة لزعيم روسي إلى أمريكا منذ عام منذ 2015، وسط اهتمام من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجدول رحلاته منذ صدور مذكرة التوقيف، حيث رفض الأخير دعوة لحضور قمة البريكس في جنوب إفريقيا 2023، بينما زار الصين وكوريا الشمالية 2024، وهما دولتان غير منضمتين إلى المحكمة، وهو ذاته السبب الذي يمكن بوتين من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية دون خشية القبض عليه، إذ لا تنتمي واشنطن إلى أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، ما يتيح لها عدم الامتثال لقرارات المحكمة، حالها كحال كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية.
وإسرائيليًا، زار بنيامين نتنياهو البيت الأبيض عدة مرات منذ صدور مذكرة الاعتقال ضده، بل وصل الحال بزعيم البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب إلى فرض عقوبات على المحكمة بعد إصدارها مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ اتهم أمر تنفيذي أمريكي المحكمة الجنائية الدولية بالانخراط في أعمال غير مشروعة ولا أساس لها من الصحة تستهدف أمريكا وحليفتنا الوثيقة إسرائيل، على عكس ترحيبها بالقرار المماثل ضد الزعيم الروسي بذات التهم عام 2023.
يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية تعتمد على أعضائها في اعتقال المشتبه بهم وتسليمهم إلى لاهاي، حيث مقرها في هولندا، وهو ما يتوافق مع المتطلبات الروسية والإسرائيلية لزيارات الزعماء الاثنين إلى الولايات المتحدة الأمريكية غير العضوة بالمحكمة.




