حظر ممارسة الفعاليات الدينية يثير الجدل في إسبانيا.. ما القصة؟
أثار قرار مجلس مدينة جوميلا الإسبانية، حظر إقامة الفعاليات الدينية في المرافق الرياضية العامة، موجة غضب بين المسلمين المحليين، حيث أن الإجراء يستهدفهم بشكل مباشر، خاصة أنه يمنع أداء صلاة العيد التي كانت تُقام منذ سنوات في ملعب أنطونيو إيبانيز موراليس لكرة القدم مرتين سنويًا.
جدل في إسبانيا بعد قرار حظر الفعاليات الدينية
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، المدينة التاريخية، التي لعبت دورًا محوريًا في الصراع بين أصحاب الأديان المختلفة خلال العصور الوسطى، شهدت في العقود الأخيرة تعايشًا نسبيًا بين الجاليات المختلفة، إلا أن الحظر الجديد الذي تم تمريره بمبادرة من مستشار ينتمي لحزب فوكس اليميني المتطرف، أثار انقسامات سياسية ومجتمعية واسعة.
فيما أعلن المجلس البلدي القرار بأنه يهدف إلى تخصيص المرافق الرياضية للاستخدام الرياضي فقط، فيما اعتبر مُعارضون أن النص الأصلي لمقترح حزب فوكس تضمّن إشارات صريحة لرفض الممارسات الثقافية الأجنبية مثل مهرجان عيد الأضحى، ما جعلهم يرونه هجومًا مبطنًا على التقاليد الإسلامية.
كما أن على مدى السنوات الأربع الماضية، اعتاد نحو 1500 مسلم من سكان جوميلا أداء صلاة عيدي الفطر والأضحى في الملعب خلال ساعات الصباح الباكر، حين يكون غير مستخدم لأية أنشطة رياضية، وقبل ذلك كانت الصلوات تُقام في ساحات خارج المسجد، لكنها لم تستوعب الأعداد الكبيرة.
ردود فعل محلية
وعبّر عدد من المسلمين عن شعورهم بالتمييز، إذ قال الشاب المغربي الأصل عويسات المأمون: الأمر مُهين للمدينة.. لم تحدث أي مشاكل خلال صلوات العيد، وهذه مجرد لعبة سياسية لتقسيم المجتمع.
ومن جهته، قال آدم ساليفو، عامل مزرعة من غانا: هذه مدينة مسالمة، والجميع يعيش فيها بسلام، استهداف صلاة العيد أمر مُشين.
كما أبدت بعض الأصوات الإسبانية رفضها للقرار، مثل ماريا، وهي أم لأربعة أطفال، أكدت أنها رغم تصويتها لحزب الشعب، لا ترى مبررًا لمنع المسلمين من استخدام الملعب، معتبرة أن معظمهم مقيمون منذ سنوات ويعملون بجد.
ودعا رئيس الجماعة الإسلامية المحلية، محمد بن علال، المسلمين إلى ضبط النفس، مؤكدًا أن المجتمع سيبحث اتخاذ إجراءات قانونية ضد القرار، بينما عبر ميغيل موراتينوس، الممثل الأعلى لتحالف الحضارات بالأمم المتحدة، عن قلقه من تصاعد المشاعر المعادية للإسلام في إسبانيا.
ويأتي القرار بعد أسابيع من اضطرابات شهدتها مدينة توري باتشيكو القريبة، على خلفية اعتداء على مواطن إسباني، ما أجج خطابًا مناهضًا للمهاجرين استثمره حزب فوكس في حملاته، حيث منطقة جوميلا التي يقطنها نحو 27 ألف نسمة، 7.5% منهم من دول ذات أغلبية مسلمة، تبدو اليوم أمام اختبار حقيقي للتعايش الذي طالما افتخرت به، وسط انقسام سياسي ومخاوف من تداعيات اجتماعية ودستورية للقرار.
