غزة تودّع صوتها الصادق.. جنازة مهيبة للشهيد أنس الشريف رفقة زملائه الصحفيين
خلال الساعات الأخيرة، ودّعت غزة الصحفي الشهيد أنس الشريف في جنازة مهيبة، بعد أن أنهى رسالته النبيلة في توثيق مشاهد القتل والتجويع التي يعيشها القطاع تحت الحصار الإسرائيلي.
جنازة أنس الشريف
ورصدت عدسات القاهرة 24 لقطات مؤثرة من مراسم التشييع، حيث حمل صغار لافتات كرتونية خطّوا عليها كلمات وداع مؤثرة للشهيد، الذي كان يُعتبر الصوت الصادق لأهالي غزة.

وفي مشهد آخر، علت أصوات زملاء أنس الشريف بالهتافات المليئة بالحزن والفخر، وهم يشيّعون جثمانه على الأكتاف، ليُوارى الثرى بعد مسيرة حافلة بالشجاعة ونقل الحقيقة للعالم.
من هو أنس الشريف؟
أنس جمال الشريف، صحفي فلسطيني وُلد عام 1996 في شمال قطاع غزة، ونشأ في مخيم جباليا للاجئين، حيث عاش منذ طفولته تحت وطأة الحصار وظروف الاحتلال القاسية، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة الأونروا ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ثم التحق بجامعة الأقصى عام 2014 لدراسة الإذاعة والتلفزيون، واضعًا نصب عينيه أن يكون صوتًا للحقيقة من قلب غزة.
بدأ مسيرته الإعلامية متطوعًا في شبكة الشمال الإعلامية، قبل أن ينضم إلى قناة الجزيرة كمراسل ميداني في القطاع، وعُرف بشجاعته في تغطية الأحداث الميدانية رغم التهديدات التي تلقاها من قوات الاحتلال، واستمر في نقل معاناة المدنيين، موثقًا مجازر الحرب وآثار الحصار والمجاعة التي تضرب غزة.
في عام 2018، أُصيب بشظية رصاصة خلال تغطيته لمسيرة سلمية، لكنه واصل عمله دون أن تثنيه الإصابات أو المخاطر، وخلال العدوان الأخير على غزة، ظل مرابطًا في الميدان حتى استُشهد في قصف استهدف خيمة الصحفيين، تاركًا خلفه وصية مؤثرة دعا فيها إلى التمسك بالقضية الفلسطينية، واصفًا إياها بـ درة تاج المسلمين.



