من التكبيس لفيلات وشقق بملايين.. كيف استغل صناع المحتوى تطبيق تيك توك لغسيل الأموال؟
دفعت أوهام الشهرة والمال آلاف المواطنين من بين 40 مليون مستخدم لـ تطبيق تيك توك، إلى جني المال دون مجهود وبأي وسيلة، وجاء ذلك عبر عدة وسائل غير قانونية ومن خلال مقاطع فيديو ساذجة تسيء إلى أخلاق العائلة المصرية، وتخدش الحياء العام، وتحرض على الفسق والفجور، إلا أن هذا الوضع لم يستمر طويلا، إذ تم عقاب المخالف بما يستحق وفي إطار القانون.
كيف استغل صناع المحتوى تطبيق تيك توك لغسيل الأموال؟
وكشف خبراء عن ظاهرة جديدة في عالم منصات التواصل الاجتماعي، تتمثل في تحقيق بعض مشاهير تيك توك، أرباحًا ضخمة تصل إلى ملايين الجنيهات يوميًا، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول مصادر هذه الأموال وطبيعتها.
وصرح أستاذ الاقتصاد السياسي والمحاضر في إحدى الجامعات الخاصة، الدكتور كريم العمدة، بأن بعض صناع المحتوى يعلنون عن أرباح غير طبيعية، تصل إلى مليون جنيه يوميًا، مرجحًا أن تكون جزءًا منها مصدرها خارج مصر لغسيل الأموال، مشيرا إلى أن بعض المشاريع التي يطلقها هؤلاء المشاهير غالبًا ما تكون وهمية، وتُغلق بعد تحقيق أهدافها، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية وإهدار فرص استثمارية حقيقية.
وأشار العمدة في تصريحات عبر القاهرة 24، إلى أن هذه الظاهرة لها آثار اجتماعية وسلبية، إذ تقدم للشباب صورة مضللة عن تحقيق مكاسب سريعة دون جهد، وتشجع على الانحراف، كما تنتج محتوى يسيء للذوق العام ويخدش الحياء.
وعملية غسيل الأموال على تيك توك تأخذ شكلًا محددًا يعتمد على آلية المنصة نفسها، وخاصة نظام الهدايا الافتراضية خلال البث المباشر.
كيف تتم عملية غسيل الأموال عبر تيك توك ؟
وتتم عملية غسيل الأموال عبر تيك توك من خلال، إدراج الأموال في الدورة الاقتصادية والمالية عبر الهدايا على تيك توك، بما يصعب على الجهات الرقابية والسلطات القضائية تتبع مصدرها أو ملاحقة أصحابها، وتكون أغلب تلك الأموال من تجار المواد المخدرة والأسلحة.
في كثير من الحالات، تكون الجهات أو الأشخاص المستهدفون غير مدركين تمامًا أنهم جزء من مخطط أكبر لغسيل الأموال، ومن بينهم بعض صناع المحتوى والبلوجرز الذين يتورطون بشكل غير مباشر، مقابل الحصول على نسبة من الأموال المحولة إليهم.
ويجري استغلال شهرتهم وفيديوهاتهم على مواقع التواصل لتمرير مبالغ ضخمة تحت غطاء الهدايا الافتراضية.
ويحصل صانع المحتوى على نسبة متفق عليها، بينما تعاد النسبة الأكبر إلى أصحاب الأموال الأصليين، لتبدو وكأنها أرباح مشروعة ناتجة عن نشاط رقمي عادي.


