علماء يحذرون: تغيرات المناخ الناتجة عن تصرفات البشر قد تؤدي لارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتحدة
حذر علماء من تأثير تغيرات المناخ الناتجة عن تصرفات الإنسان، والذي ساهم في إيجاد حالة الجفاف الشديد بالولايات المتحدة الأمريكية، من أنها قد تؤدي إلى حرائق غابات مدمرة ونقص في الغذاء وارتفاع الأسعار لعقود من الزمن.
واكتشف باحثون من جامعة كولورادو بولدر أن دورة المناخ الطبيعية في المحيط الهادئ، والتي تعرف باسم التذبذب العقدي في المحيط الهادئ، عالقة في مرحلة سلبية، مما يؤدي إلى ظروف جافة خطيرة في معظم الساحل الغربي للولايات المتحدة، ويعمل التقلب النسبي لدرجات حرارة المحيط الهادئ مثل أرجوحة تتحرك ببطء، حيث تتأرجح درجات حرارة سطح المحيط بين مراحل أكثر دفئًا وأخرى أكثر برودة كل 20 إلى 30 عامًا.
تغيرات المناخ الناتجة تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتحدة
ووفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن المرحلة السلبية الحالية من المناخ تعمل على تبريد المياه على طول الساحل الغربي لأميركا الشمالية، وتسخين الجزء الأوسط من المحيط الهادئ، وهي تركيبة تعمل على تعطيل أنماط هطول الأمطار، وتكثيف الجفاف، وتغذية الحرارة، وعلى النقيض من حالات الجفاف العادية التي قد تستمر لأشهر أو بضع سنوات، فإن الجفاف الكبير قد يستمر لعقود أو أكثر، حيث يؤدي الجفاف الشديد وقلة الأمطار إلى تجفيف التربة والأنهار والخزانات المحلية.
وأثر الجفاف الشديد الحالي، المستمر منذ عام 2000 تقريبًا، على ولايات الجنوب الغربي مثل كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا ويوتا ونيو مكسيكو وكولورادو وأجزاء من أوريغون ونبراسكا وكانساس وأوكلاهوما، واستمر الجفاف الشديد لأكثر من عقدين من الزمن، لكن الباحثين اكتشفوا أن مؤشر التغيُّر في المحيط الهادئ لا يظهر أي علامات على التغير إلى مرحلة إيجابية من الطقس الرطب بسبب عامل جديد يؤثر على الكوكب، وهو انبعاثات الغازات الدفيئة من صنع الإنسان.
وأشار العلماء، إلى أنه من المتوقع أن تؤدي الظروف القاسية في الجنوب الغربي إلى اندلاع المزيد من الحرائق المدمرة في العديد من الولايات قبل نهاية عام 2025 ولعدة سنوات قادمة، وتنتج كاليفورنيا، الولاية الزراعية الأولى في البلاد، أكثر من ثلث الخضراوات في أمريكا وثلثي الفواكه والمكسرات، بما في ذلك اللوز والخس والطماطم، فيما أجبر النقص الحاد في المياه منذ عام 2021 المزارعين على ترك مئات الآلاف من الأفدنة دون زراعة، كما تواجه ولايات أريزونا ونيفادا ويوتا، وهي ولايات رئيسية منتجة للألبان واللحوم، تقلصًا في قطعان الماشية وانخفاضًا في إنتاج الحليب، وكل هذا يؤدي إلى انخفاض إنتاج المحاصيل، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتوصل باحثون إلى أن تأثير تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان قد أدى إلى تغيير التغيُّر المناخي في منطقة المحيط الهادئ، مما أدى إلى تجفيف هذه المناطق الرئيسية لإنتاج الغذاء تدريجيًا، كما أدت الأنشطة البشرية، وخاصة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري من حرق الوقود الأحفوري في السيارات والمصانع ومحطات الطاقة، إلى احتجاز الحرارة وزيادة درجة حرارة منطقة المحيط الهادئ الوسطى أكثر مما يحدث بشكل طبيعي كل بضعة عقود.


