مخاوف في بريطانيا من إساءة استخدام النووي بعد تخفيف القواعد على القادة| فما القصة؟
أثارت البحرية البريطانية جدلا واسعا ومخاوف من مستقبل النووي في البلاد بعدما سمحت لطلبة دورة بيريشر لإعادة المرحلة البحرية النهائية، ما يثير تحذيرات من أن تعديل هذا التقليد الصارم يهدد مصداقية الردع النووي البريطاني.
ما هي دورة بيريشر وما علاقتها بمستقبل النووي في بريطانيا؟
Perisher هي دورة غواصات ملكية صارمة بدأت عام 1917، وتُعدّ من أصعب برامج القيادة العسكرية في العالم، وتستمر الدورة حوالي أربعة أشهر، تشمل تدريبًا نظريًا وتمارين محاكاة، تليها مرحلتين بحريتين: الأولى أكثر إشرافًا والأخيرة شبه مستقلة.
في المرحلة البحرية النهائية، يُحاط الطالب بظروف شديدة الضغط: ملاحقات من فرقاطات وطائرات في مياه محلية ضيّقة، بالإضافة إلى سيناريوهات قتال محاكاة.
من يفشل في Perisher عادة يُمنع من مواصلة الخدمة في الغواصات؛ مصيره عادة بندب للخدمة السطحية أو إنهاء مسيرته ضمن القوات البحرية.
النظام الجديد
يسمح النظام الجديد بإعادة امتحان قيادة الغواصات، ما يعرض مصداقية الردع النووي البريطاني للخطر، وفق تحذيرات من خبراء بحريين، فقد دأبت البحرية الملكية البريطانية على تقديم دورة بيريشر الصارمة، التي تمنح الضباط فرصة واحدة فقط لاجتياز الاختبار النهائي لتولي قيادة غواصة نووية.
تعترف البحرية حاليًا بتغيير في هذا التقليد، حيث يُسمح للضباط بإعادة المرحلة البحرية النهائية من الدورة، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين الغواصين السابقين، الذين اعتبروا أن هذا التساهل في المعايير يهدد كفاءة ومصداقية قادة الردع النووي.
يتزامن هذا التطور مع تصاعد المخاوف العامة بشأن جاهزية الأسطول البحري، في ظل توقف عدد غير مسبوق من السفن والغواصات عن العمل، نتيجة أعطال ميكانيكية ونقص الكوادر.
جدير بالذكر أن دورة Perisher تُمثل حجر الزاوية في اختيار قادة غواصات نووية - بعيدًا عن السماح بإعادة الاختبارات، إذ إن الفشل عادة يعني الإقصاء، إلا أن السماح بإعادة الامتحان يثير تساؤلات حول تخفيف المعايير وضياع صرامة التقييم، وهو ما يمكن أن يرتدّ سلبًا على مصداقية الردع النووي، وفي ظل نقص السلاح المتخصص وتأخيرات فنية، تصبح الحاجة إلى قادة مؤهلين أقوى من أي وقت مضى، وفقا لتحليل الصحف البريطانية.


