دعاء للزواج من شخص معين.. ما الحكمة في صيغة دعاء الاستخارة؟
تتساءل بعض الفتيات عن حكم دعاء للزواج من شخص معين، هل يجوز؟، وما الطريقة أو الصيغة التي تتوافق مع الضوابط الشرعية لهذا الدعاء؟. وعلى الرغم من أن الدين لم يحرم دعاء للزواج من شخص معين لأنه يرتبط بمشاعر لا إرادية تتحكم فيها الضوابط الشرعية، إلا أن هناك ما هو أفضل من دعاء للزواج من شخص معين مستحب ويجلب النفع أكثر من الرغبة في الزواج من شخص معين.
دعاء للزواج من شخص معين
لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية دعاء للزواج من شخص معين، بل جاء الأمر بالاستخارة في شأن الزواج عامة وليس تحديد شخص ما، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، فقد يكون فهمنا عن الطرف الآخر ناتج عن نفاق أو عدم معرفة جيدة بعيوبه مما يسبب تكوين صورة ذهنية خاطئة عنه وتنكشف حقيقته السيئة بعد الزواج.

وفي رد على سؤال هل يجوز أداء صلاة الحاجة من أجل دعاء للزواج من شخص معين؟، رد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه من الناحية الشرعية، لا يوجد مانع من أداء صلاة الحاجة والدعاء بعدها بهذا الطلب، ويمكن للمسلم أن يصلي ركعتين ثم يدعو الله سبحانه وتعالى أن يكتب له ما يريد.
وأوضح أن الأدب المستحب في الدعاء بالزواج، هو اتباع المسلم آداب الدعاء المأثورة، فيقول: "اللهم إن كان هذا خيرًا لي فوفقني إليه، وإن كان شرًا لي فاصرفه عني". هذا الأسلوب يتماشى مع أدب الدعاء ومبدأ التسليم لله عز وجل.
وبين أن الحكمة من دعاء الاستخارة للزواج بهذا الأسلوب، هي التسليم لله تعالى؛ لأن الله وحده هو الذي يعلم ما يصلح أحوالنا، كذلك الحماية من الضرر، حتى لا يدعو الإنسان على نفسه بما قد يكون شرًا له وهو لا يدري، وهو دعاء أمرنا به كأدب شرعي اتقاء ما حذرنا الله منه في قوله تعالى "ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير".
ولخص حكم دعاء للزواج من شخص معين بأنه ليس محرمًا، لكن الأحسن اتباع آداب الدعاء بقول: "اللهم إن كان هذا خيرًا فيسره لي، وإن كان شرًا فاصرفه عني"، تسليمًا لحكمة الله وعلمه بما هو أصلح للعبد.

كيف أدعو الله أن يجعل شخص من نصيبي؟
قد تميل الفتاة إلى رجل ترى فيه التقى والصلاح، وطبقت فيه وصية النبي صلى الله عليه وسلم “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”، وبعد تأكد الأهل من صلاحيته، فإنها تميل إلى دعاء للزواج من شخص معين وتحدده هو باسمه في الدعاء، وهو أمر مشروع ولكن على الرغم من ذلك لابد من الاحتياط وترك الأمر لله بأن تكون صيغة الدعاء جامعة كالتالي:

- اللهم إن كان زواجي من (فلان/فلانة) خيرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كان شرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.
- اللهم إن كان في زواجي من هذا الشخص صلاح لديني ودنياي، فبارك لي فيه واجمع بيننا على خير، وإن لم يكن فيه خير لي فأبدلني خيرًا منه واجعل لي فيما تختاره الخير والبركة.
- رب إنك تعلم ما في قلبي من رغبة في الزواج من هذا الإنسان، فإن كان ذلك موافقًا لحكمتك ومشيئتك فيسره لي، وإن كان غير ذلك فاصرف قلبي عنه واهدني لما هو خير لي.
- اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، إن كان هذا الزواج فيه خير وصلاح لي ولديني، فوفقني إليه وسهل أموره، وإن كان فيه ضرر أو فتنة فاحفظني منه وأعني على الصبر.
- اللهم أعني على طاعتك واهدني لما تحب وترضى، وإن كان في قدرك أن تجمعني بمن أحب في الحلال الطيب فافعل، وإن لم يكن فاجعل لي فيما تقدره خيرًا وبركة.
- رب إني أفوض أمري إليك، إن رأيت الخير في زواجي من هذا الشخص فاقدره لي واجعله زواجًا مباركًا، وإن لم تر في ذلك خيرًا فاصرفني عنه بلطفك وارزقني خيرًا منه.
- اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، واجعل قلبي راضيًا بما تقدره لي في أمر الزواج، راضيًا بحكمتك.
- اللهم ارزقني الحلال الطيب، وإن كان هذا الشخص مما كتبته لي فبارك لي فيه واجعل زواجنا قرة عين لنا وذرية صالحة، وإن لم يكن فارزقني خيرًا وأبرك.
- اللهم خر لي في هذا الأمر، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، إن كان هذا الزواج خيرًا لي فاقدره، وإن كان شرًا فاقدر لي غيره واجعل فيه الخير.
- رب اجعلني راضيًا بما تقدره لي، مسلمًا لحكمتك، وإن شئت أن تجمعني بمن أحب في طاعتك فافعل، وإن شئت غير ذلك فاجعل في قلبي الرضا بقضائك والثقة في حكمتك.


