وزير الخارجية من معبر رفح: مصر مستعدة لإغراق غزة بالمساعدات ونرفض كل محاولات التهجير
أكد وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، خلال كلمة ألقاها اليوم الاثنين، من أمام معبر رفح، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ ما يقرب من عامين من قتل وتشريد وتجويع وتصعيد عسكري، وصولًا إلى التهديدات باحتلال القطاع، يمثل انتهاكا صارخا لكل الاتفاقيات الدولية.
الحرب على غزة
وأوضح عبد العاطي أن المشهد المأساوي في غزة يتجلى في الاستهداف الممنهج للمدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك طالبي المساعدات، إلى جانب تفشي الأمراض والأوبئة نتيجة الحصار والدمار، مشددا على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، وأنها ترفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو فرض سياسة التهجير والأرض المحروقة وأي تصعيد يستهدف القضية الفلسطينية.
وتوجه وزير الخارجية بـ تحية إجلال وتقدير إلى الشعب الفلسطيني العظيم الصامد على أرضه، الرافض لكل مخططات التصفية والتهجير، مؤكدا أن صموده يمثل مصدر إلهام وإصرار على مواصلة النضال لنيل حقوقه المشروعة.
وأضاف عبد العاطي أن مصر لن تشارك في أي ظلم ضد الشعب الفلسطيني، مستشهدا بتأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الصدد، لافتا إلى أن القاهرة لن تتوقف عن جهودها لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأنها تعمل مع وسطاء من قطر والولايات المتحدة في إطار المساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكشف وزير الخارجية عن أن مصر ساهمت وحدها بنسبة 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة، حيث تم إدخال 550 ألف طن عبر الشاحنات، إلى جانب 168 عملية إنزال جوي، واستقبال 18 جريحا ومصابا فلسطينيا للعلاج في مستشفيات الجمهورية.
وأشار إلى أن القطاع لا يحتاج أقل من 700 إلى 800 شاحنة يوميا، بينما لم يدخل سوى 1.288 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم، وهو رقم لا يلبي الاحتياجات الإنسانية.
وأكد أن هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات ما زالت عالقة على الجانب المصري من معبر رفح بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخالها، مضيفا: نحن على استعداد كامل لإغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، لكن القيود الإسرائيلية تعرقل ذلك.
كما شدد على أن إسرائيل ملزمة بفتح المعابر الخمسة التي تربطها بقطاع غزة بموجب اتفاقيات دولية، إلا أن المجتمع الدول لم يمارس الضغوط الكافية، واكتفى بالتركيز على معبر رفح فقط الذي هو مخصص للأفراد.
وفي ختام كلمته، كشف عبد العاطي عن أنه بحث أمس مع رئيس الوزراء الفلسطيني، في لقاء جمعه برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ترتيبات مؤتمر دولي تعتزم القاهرة استضافته لإعادة إعمار القطاع والتعافي المبكر فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.
ورحب الوزير بالتطورات الإيجابية على الساحة الدولية، مشيدا بمواقف دول أعلنت اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين مثل فرنسا وكندا وبريطانيا، فضلًا عن إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا التي اتخذت خطوة الاعتراف بالفعل.
