أمين الفتوى: الحديث أونلاين بين الرجل والمرأة أخطر من اللقاء المباشر
قال الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحديث بين الرجل والمرأة عبر الوسائل الإلكترونية "أونلاين" يُعد أخطر من التواصل وجهًا لوجه، نظرًا لما يحمله من مخاطر تتعلق بطول مدة التواصل وغياب الإشراف الاجتماعي المباشر، محذرًا من أن هذا النوع من التفاعل قد يُفضي إلى انعزال الإنسان عن بيئته ومحيطه.
حديث "أونلاين" بين الرجل والمرأة أخطر من اللقاء المباشر
وأوضح الدكتور هشام ربيع، خلال تصريحات تلفزيونية، أن أحد أبرز أوجه الخطورة في الحديث الإلكتروني هو تمدده الزمني، حيث قد تبدأ المحادثة بساعة واحدة وتمتد إلى خمس ساعات أو أكثر، وربما تستغرق يومًا كاملًا، مما يؤدي إلى انشغال الشخص عن عمله وأسرته وعلاقاته الاجتماعية، فيتحول تدريجيًا إلى شخص "ممسوخ"، على حد وصفه.
وأشار أمين الفتوى إلى أن التواصل المباشر وجهًا لوجه يتيح وضوح المشاعر والتعبيرات الجسدية، وهو ما يسهم في ضبط طبيعة العلاقة والحد من التوغل غير المحسوب، بخلاف التواصل "أونلاين" الذي قد يغيب فيه هذا التوازن.
وفي رسالة موجهة إلى العاملين في مختلف المجالات، فرّق الدكتور هشام ربيع بين ثلاثة أنماط فكرية تتناول مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة:
أولها، الفكر المتشدد الذي يرفض تمامًا أي شكل من أشكال التفاعل بين الجنسين، حتى في أضيق الحدود، وثانيها، الفكر المنفتح الذي يبيح الاختلاط والتواصل دون قيود، بما قد يؤدي إلى تمييع الحدود الأخلاقية والاجتماعية.
أما النمط الثالث، وهو الفكر الوسطي الذي يتبناه الأزهر الشريف ودار الإفتاء، فيُقر بجواز العلاقة بين الرجل والمرأة ضمن ضوابط الشرع، ما دامت العلاقة خالية من الريبة ولا تحمل أي شبهة، مستشهدًا بقصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين عند سقي الماء، كنموذج للتعامل الرشيد والمنضبط.
وشدد ربيع على أن "الحديث بين الرجل والمرأة، سواء كان وجهًا لوجه أو عبر الوسائل الإلكترونية، جائز شرعًا إذا خلا من المحظورات الشرعية وعلامات الاستفهام"، مؤكدًا أهمية الالتزام بقيم الحياء والانضباط في كل أشكال التواصل.









