خطاب باول في جاكسون هول.. هل يرفع الأسواق أم يُفسدها؟
يترقب المستثمرون حول العالم خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في ندوة جاكسون هول السنوية، ويُعد توقيت الخطاب حاسمًا، حيث يتزامن مع تباطؤ في سوق العمل الأمريكي وتزايد في ضغوط التضخم. وبينما تتوقع الأسواق خفضًا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، قد يمتنع باول عن تقديم التزام واضح بسبب التضخم المتزايد والضغوط السياسية وفق بلومبرج.
توازن دقيق بين سوق العمل والتضخم
يواجه باول تحديًا كبيرًا يتمثل في الموازنة بين هدفَي البنك المركزي: استقرار الأسعار وتحقيق أقصى قدر من التوظيف. ففي يوليو، تباطأ نمو الرواتب بشكل ملحوظ، حيث أُضيف 73 ألف وظيفة فقط، مع تعديل أرقام مايو ويونيو بالخفض بأكثر من 250 ألف وظيفة. وعلى الرغم من أن المستثمرين يعتبرون هذا التباطؤ إشارة لخفض الفائدة، قد يرى باول أن سوق العمل لا يزال "متوازنًا" نظرًا لانخفاض طلبات إعانة البطالة.
في المقابل، لا يزال التضخم يثير القلق، فرغم اعتدال مؤشر أسعار المستهلك في يوليو، فإن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع بنسبة 0.9%، وهو أكبر ارتفاع شهري في أكثر من ثلاث سنوات، وتُساهم الرسوم الجمركية التي فُرضت حديثًا في زيادة التكاليف، ما قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط التضخمية.
توقعات السوق والمخاطر المحتملة
وفقًا لأداة CME FedWatch، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر تتجاوز 80%. وتشير العقود الآجلة إلى تخفيف بمقدار 55 نقطة أساس بحلول نهاية العام. وقد ارتفعت الأسهم، واقترب مؤشرا S&P 500 وناسداك من مستويات قياسية، مدفوعين بهذه التوقعات. ومع ذلك، يُشير محللون إلى أن التقييمات المبالغ فيها في السوق، بالإضافة إلى التحوط المنخفض، قد تجعل السوق عرضة للتقلبات إذا اتخذ باول موقفًا حذرًا.


