لافتة تثير الجدل لإلزام أولياء الأمور والطلاب على نظام البكالوريا أو التحويل من المدرسة.. والتعليم تحذر
أثارت لافتة تم تعليقها مؤخرًا بإحدى مدارس الجيزة التابعة لإدارة جنوب الجيزة التعليمية، جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور، بعد أن أعلنت عن تقديم نظام الثانوية العامة النظام القديم فقط داخل المدرسة، في حين أشارت إلى أن باقي مدارس الإدارة تعمل وفق نظام البكالوريا المصرية النظام الجديد، وذلك بالمخالفة لتوجيهات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
كما تضمنت اللافتة إشارة إلى أن مدرسة "أم الأبطال الرسمية" بمنطقة التحرير خلف مدرسة الزراعة ستعمل بنظام الثانوية العامة بنظامها القديم كتجربة.
واعتبر أولياء الأمور أن هذه اللافتة تمثل نوعًا من الإجبار غير المباشر على الالتحاق بالنظام الجديد، واستمرار لسلسال الإجبار على الأنظمة التعليمية في الجيزة، بعد شكاوى عدة لم يلتف إليها المسئولون عن العملية التعليمية بالمحافظة، دون إتاحة حرية الاختيار كما نصّت عليه قرارات وزارة التربية والتعليم، التي أكدت مرارًا أن الطلاب وأولياء الأمور لهم حق اختيار النظام التعليمي الأنسب لهم، سواء النظام التقليدي أو نظام البكالوريا المصرية، دون تخصيص مدارس مسبقًا لأي نظام.

من جانبها، رفضت مديرية التربية والتعليم بالجيزة التعليق على اللافتة أو توضيح أسباب تخصيص أنظمة بعينها لبعض المدارس، ما زاد من حالة الغموض والقلق لدى أولياء الأمور، خاصة في ظل اقتراب العام الدراسي الجديد
وكانت وزارة التربية والتعليم قد شددت في وقت سابق على أن جميع المدارس الثانوية الحكومية ستُتيح للطلاب الاختيار بين النظامين وفق رغباتهم، مع توفير الدعم الكامل لكافة الأنظمة دون تمييز أو إجبار.
مدارس بالجيزة تواصل إجبار الطلاب على نظام البكالوريا
ورغم التحذيرات الصادرة في وقت سابق من وزارة التربية والتعليم بشأن عدم إجبار الطلاب على الالتحاق بنظام البكالوريا المصرية، لا تزال بعض المدارس الثانوية في محافظة الجيزة تُمارس ضغوطًا على الطلاب وأولياء الأمور لإجبارهم على اختيار النظام الجديد، في مخالفة صريحة للتعليمات الرسمية التي شددت على اختيارية النظام.
وكانت شكاوى أولياء الأمور قد بدأت في الظهور منذ أسابيع، وجرى حينها تداول رسائل منسوبة لبعض الإدارات المدرسية عبر مجموعات التواصل الخاصة بالمدارس، تتضمن عبارات مثل: "البكالوريا إجبارية، ومن يرفض سيتم تحويله إلى مدرسة أخرى". ورغم تدخلات سابقة وتحذيرات من الوزارة، فإن الممارسات مستمرة على أرض الواقع، ما يزيد حالة القلق والغضب بين الأسر.

وأكد عدد من أولياء الأمور أن بعض المدارس لم تلتزم بالتوجيهات الرسمية، بل تستمر في تقديم البكالوريا وكأنه "الخيار الوحيد"، دون إتاحة فرصة حقيقية للاختيار بينه وبين نظام الثانوية العامة التقليدي، وهو ما يتنافى مع ما أعلنه وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف في أكثر من مناسبة.
نظام البكالوريا المصرية الجديد
وكان الوزير قد شدد على أن البكالوريا المصرية اختيارية بالكامل، وتُتاح إلى جانب النظام التقليدي، بحيث يُمنح الطالب وولي أمره حرية المفاضلة بناءً على قدرات الطالب وميوله، وليس تحت ضغط أو إلزام إداري.
وفي مقابل هذه الممارسات، بدأت بعض المديريات التعليمية في تنظيم ندوات توعوية داخل المدارس، تهدف إلى شرح الفرق بين النظامين، ومساعدة الأسر على اتخاذ القرار المناسب، إلا أن أولياء الأمور أكدوا أن تلك الندوات لا تزال محدودة التأثير في ظل ممارسات تُوصف بـ"القسرية" داخل بعض المدارس.
ويطالب أولياء الأمور بضرورة تفعيل رقابي مباشر من الوزارة، وضمان تنفيذ التعليمات التي تنص بوضوح على اختيارية نظام البكالوريا، منعًا لحدوث ارتباك في بداية العام الدراسي، وحفاظًا على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.


