الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

هل تنجح تهديدات إسرائيل بفتح أبواب الجحيم على حماس في إجبار الحركة على قبول شروط تل أبيب لإنهاء الحرب؟

الجمعة 22/أغسطس/2025 - 11:45 م

تهديدات إسرائيل بفتح أبواب الجحيم لن تُترجم إلى استسلام أو قبول من جانب حماس لشروط تل أبيب، رغم التفوق العسكري الإسرائيلي الساحق.

- الطابع الدعائي للتهديدات الإسرائيلية: منذ بداية العدوان، ارتبط خطاب أبواب الجحيم أكثر بالردع الإعلامي والسياسي منه بقدرة على الحسم العسكري الكامل، إسرائيل تدرك أن الحرب الشاملة حتى الإبادة لا يمكن أن تضمن لها استقرارًا، بل تعمّق من عزلة تل أبيب دوليًا وتزيد الضغوط على حكوماتها. بالتالي، كان جزء من التهديد مصممًا للتأثير النفسي على الشارع الفلسطيني والضغط على حماس عبر ترهيب المدنيين، لا عبر واقع ميداني قادر على فرض شروط مذلة. 

- محدودية الأثر العسكري أمام البنية الاجتماعية المقاومة: الآلة العسكرية الإسرائيلية نجحت في إحداث دمار هائل، لكن ما عجزت عنه هو تحطيم البنية الاجتماعية والذهنية الداعمة لحماس. فالحركة ليست مجرد جهاز عسكري، بل شبكة اجتماعية-سياسية متجذرة في غزة، تستند إلى قاعدة سكانية فقدت بالفعل معظم مقومات الحياة الطبيعية، وبالتالي تقلصت لديها نقاط الضعف التقليدية التي تراهن إسرائيل على استهدافها لإجبار الخصم على الخضوع. 

- إخفاق استراتيجية الضغط الشامل: إسرائيل راهنت على أن الحصار، القصف، وقطع مقومات الحياة سيدفع المجتمع الغزي للضغط على حماس كي تستسلم، لكن الواقع كان معاكسًا: الضغط عزز الالتفاف الشعبي حول الحركة باعتبارها الإطار الوحيد القادر على الرد، حتى لو جزئيًا، على إسرائيل. وهنا تحولت أبواب الجحيم من أداة تخويف إلى أداة تكريس للقناعة بأن لا خيار سوى المواجهة. 

- التوازن السياسي الداخلي لحماس: قيادة الحركة تخضع لضغط داخلي قوي من مقاتليها ومن جمهورها الذي يعتبر أي تراجع تحت وقع التهديد العسكري خيانة مباشرة للدماء المبذولة، هذا يجعل حماس عاجزة سياسيًا عن قبول شروط تل أبيب دون تحقيق مكاسب ملموسة، ولو رمزية، وهو ما لم تمنحه إسرائيل حتى الآن. 

- حسابات إسرائيل الدولية: تل أبيب، رغم خطابها المتشدد، تدرك أن الوصول إلى كسر حماس بالكامل سيُدخلها في متاهة حكم غزة، وهو ما ترفضه المؤسسة العسكرية والسياسية على حد سواء. بالتالي، فإن التهديد بفتح أبواب الجحيم لا يتوازى مع استعداد فعلي لتحمل تبعات احتلال كامل أو فراغ سياسي-أمني قد يرتد عليها. 

وعليه، فإن تهديدات أبواب الجحيم لم تنجح لأن إسرائيل تعاملت معها كأداة ضغط نفسية-دعائية أكثر من كونها استراتيجية واقعية للحسم، بينما حماس تمتلك بنية اجتماعية وسياسية تمنعها من الخضوع تحت التهديد المباشر، فضلًا عن أن كلفة الاستسلام على الحركة داخليًا أكبر من كلفة الصمود.

تابع مواقعنا