السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مفتي الجمهورية في جامعة الأمير سونغكلا بتايلاند: الوسطية الإسلامية تضمن التوازن بين الإيمان والسلوك والمعاملة

مفتي الجمهورية
أخبار
مفتي الجمهورية
الثلاثاء 26/أغسطس/2025 - 08:07 م

قال فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن الوسطية تمثل جوهر الدين الإسلامي، وتنعكس في جميع مجالات الحياة، بدءًا من العقيدة والسلوك، مرورًا بالعبادات والمعاملات، وانتهاءً بالأخلاق والنظم الاجتماعية والسياسية، مشددًا على أن الإسلام دين التوازن والرحمة، ومبادئه قادرة على قيادة المجتمعات نحو السلام والتعايش المشترك.

جاء ذلك خلال محاضرة علمية ألقاها فضيلته بجامعة الأمير سونغكلا، جنوبي مملكة تايلاند، تحت عنوان "الوسطية في مجتمع متنوع"، وذلك على هامش زيارته الرسمية إلى البلاد، بحضور السفير التايلاندي بالقاهرة تاناوات سيريكول، ومحافظة بتتاني باتيماه صدي يامو، ونائب رئيس الجامعة الدكتور أتشاي أويانانتسانت، وعميد كلية العلوم الإسلامية الدكتور محمد رافلي واهما، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

الوسطية في العبادة والتعامل والدعوة

وأوضح فضيلة المفتي أن الوسطية في الإسلام تتجلى في ممارسات المسلم اليومية، مشيرًا إلى أن العبادات الإسلامية قائمة على الاعتدال واليسر ورفع الحرج، حيث حرص الإسلام على تنوع العبادات وتوزيعها على مدار اليوم، بما يحقق السهولة والتوازن، ويمنع الغلو أو التقصير، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر».

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الإسلام حذر من التنطع والتشدد، وهو ما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، حيث جمع بين الصيام والإفطار، والعبادة والراحة، والزواج والتفرغ للعبادة، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية قائمة على الرحمة والسماحة والتيسير، وليس التشدد والغلو.

وأضاف المفتي أن الوسطية تمتد أيضًا إلى التعامل مع الآخرين، إذ دعا الإسلام إلى احترام العقائد الأخرى ورفض الإكراه في الدين، كما أمر بعدم الإساءة إلى معتقدات غير المسلمين، دعمًا لمبدأ التعايش والتعددية، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، و*"وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ"*.

وفي سياق حديثه عن الوسطية في الدعوة، شدد مفتي الجمهورية على أن الإسلام يدعو إلى البلاغ بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن رسالته موجهة إلى جميع البشر دون تمييز، موضحًا أن التسامح الديني والاحترام المتبادل يمثلان أساسًا لبناء مجتمعات مستقرة وآمنة.

التوازن بين الدنيا والآخرة

ولفت فضيلته إلى أن الإسلام يرسخ لمفهوم التوازن بين متطلبات الدنيا والآخرة، حيث دعا إلى إعمار الأرض وتنمية المجتمعات، مع عدم إغفال الاستعداد للآخرة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا".

وأكد المفتي أن الاعتدال سمة أصيلة في التشريع الإسلامي، ومبدأ أصيل في التعامل مع الناس، حيث دعا الإسلام إلى العدل والمساواة، وصان كرامة الإنسان على اختلاف عقيدته، كما أمر بإعطاء الحقوق كاملة لأهلها، والحكم بين الناس بالعدل، من دون تفرقة.

وشدد فضيلته على أن التطرف ليس من الإسلام، ولا يمثل سوى انحراف عن تعاليمه السمحة، لافتًا إلى أن التاريخ الإسلامي زاخر بنماذج التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم، وأن المجتمعات الإسلامية حافظت على معابد الآخرين وحرية عباداتهم، مستشهدًا بما قاله المؤرخ الفرنسي "جوستاف لوبون" عن عدالة الخلفاء المسلمين في التعامل مع غير المسلمين.

القضية الفلسطينية والموقف المصري

وفي ختام المحاضرة، أكد مفتي الجمهورية أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، مشددًا على أن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني واجب ديني وأخلاقي وإنساني، ومؤكدًا على الموقف المصري الثابت في دعم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، انطلاقًا من مبادئ العدل التي يدعو إليها الإسلام.

ومن جانبه، أعرب الدكتور أتشاي أويانانتسانت، نائب رئيس الجامعة، عن بالغ تقديره لزيارة فضيلة المفتي، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل دعمًا علميًّا وروحيًّا لجامعة الأمير سونغكلا، وتعكس مكانة مصر الرائدة دينيًا وعلميًا، ودورها الفاعل في نشر قيم التسامح والوسطية وبناء جسور التواصل الحضاري بين الشعوب.

دار الإفتاء... صوت للاعتدال في العالم

وتأتي زيارة مفتي الجمهورية إلى تايلاند في إطار استراتيجية دار الإفتاء المصرية لتعزيز التواصل مع المؤسسات الدينية والأكاديمية في مختلف أنحاء العالم، ونشر خطاب إسلامي رشيد قائم على الوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخر، انطلاقًا من دورها الريادي في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتعزيز السلم المجتمعي والعالمي.

تابع مواقعنا