السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مفتي الجمهورية يطلق نداء الأديان لوقف نزيف الدماء وإنهاء الإبادة في غزة

مفتي الجمهورية
دين وفتوى
مفتي الجمهورية
الخميس 28/أغسطس/2025 - 02:00 م

أكد الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان بريئة من كافة أشكال العنف والوحشية التي ترتكب باسمها، فما جاءت الأديان إلا لترسيخ معاني الرحمة والعدل، وإقامة جسور التآخي بين البشر، وإعلاء قيمة الإنسان كخليفة في الأرض، بعيدًا عن كل صور الاستغلال أو التوظيف المنحرف للنصوص الدينية الذي يقود إلى سفك الدماء وإشعال الصراعات.

وقال عياد، خلال كلمته في القمة الدولية الثانية للقيادات الدينية 2025، المنعقدة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، اليوم، تحت عنوان: "دور القادة الدينيين في حل الصراعات"، برعاية رئيس وزراء ماليزيا دانو سري أنور بن إبراهيم، إن جوهر الرسالات السماوية هو بناء السلام الداخلي والخارجي، وصيانة كرامة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة، وأن أي محاولة لإقحام الدين في دائرة العنف والإرهاب، إنما هي تشويه متعمد لرسالته السامية، وأن القادة الدينيين بما يحملونه من تأثير روحي وأخلاقي قادرون على أن يكونوا شركاء فاعلين في حل النزاعات وصناعة التعايش وبناء السلم المجتمعي والدولي.

وأضاف أن موضوع هذا المؤتمر يمثل إدراكا متناميا بأن التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر لا يمكن أن تعالج بمنطق القوة وحدها، ولا أن يتم احتواؤها بإجراءات سياسية مجردة، بل تحتاج إلى صوت الحكمة، وضمير حي يستلهم القيم الروحية والإنسانية، ويعيد الاعتبار للبعد الأخلاقي في معالجة الأزمات.

وأوضح أن القادة الدينيين قادرون على أن يكونوا شركاء فاعلين في بناء السلام، وصناعة التفاهم، وتفكيك أسباب النزاع، لا سيما في المجتمعات التي تتداخل فيها الأبعاد الدينية مع السياقات السياسية والاجتماعية، مشددا على أهمية صياغة رؤى مشتركة تسهم في تحويل القيم الدينية من مجرد مبادئ نظرية إلى أدوات عملية لحل النزاعات، وتعزيز ثقافة الحوار، وترسيخ السلم المجتمعي والدولي.

وبين أن السلام المستدام لا يمكن أن يتحقق بالحلول السياسية وحدها، بل يحتاج إلى منظومة أخلاقية وروحية تعززها القيادات الدينية، مشيرا إلى أن التاريخ الإسلامي يقدم نماذج رائدة في الوساطة وبناء التعايش، وفي مقدمتها وساطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بين الأوس والخزرج التي أنهت صراعات قبلية دامية وأرست أسس مجتمع متماسك يقوم على العدل والرحمة. 

مفتي الجمهورية يطلق نداء الأديان لوقف نزيف الدماء وإنهاء الإبادة في غزة

وشدد على أن التكامل بين القادة الدينيين وصناع القرار السياسي، ومؤسسات المجتمع المدني، يمثل نموذجا متقدما في إدارة الصراعات وتحقيق التماسك المجتمعي؛ حيث يسهم هذا التعاون في توسيع دائرة التأثير، وتوحيد الخطاب، وتنسيق الجهود نحو أهداف مشتركة تعلي من شأن الإنسان، وتصون كرامته، وتعزز من فرص التعايش.

وعرض جملة من التوصيات العملية لتعزيز دور القادة الدينيين في حل النزاعات، من بينها تنسيق الجهود عبر منصات مشتركة للحوار والتعاون، واستحداث خطط استباقية لمعالجة الصراعات قبل تفاقمها، وكذلك تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف، ودعم الشراكات بين المؤسسات الدينية والمدنية، كما دعا فضيلته إلى تدريب القيادات الدينية على مهارات الوساطة وبناء السلام، وضرورة إطلاق نداء يعرف بـ "نداء الأديان" لرفض الحروب والدماء والإبادة الجماعية.

وفي سياق حديثه عن قضايا الصراع الراهنة، خص مفتي الجمهورية، فلسطين وغزة بحديث مؤثر، مؤكدًا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وتهجير قسري يمثل جرائم ضد الإنسانية تتنافى مع القيم الدينية والمواثيق الدولية، معلنا رفضه القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مثمنا الموقف المصري الثابت والجهود الإغاثية والإنسانية التي تبذلها الدولة المصرية وشركاؤها دعمًا لأهل غزة.

وأكد أن القادة الدينيين ليسوا مجرد رموز روحية بل صناع سلام حقيقيون، وأن دار الإفتاء المصرية ستظل منارة للوسطية والرحمة، تمد يدها لكل مبادرة تسعى لتعزيز التعايش وبناء مستقبل يسوده الأمن والسلام والعدل سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

وتأتي مشاركة فضيلة مفتي الجمهورية في هذه القمة الدولية استكمالًا لدور مصر الرائد في تعزيز قيم الحوار بين الأديان والثقافات، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وتأكيدًا على مسؤولية القيادات الدينية في مواجهة التحديات العالمية والسعي نحو تحقيق الأمن والسلام والاستقرار.

تابع مواقعنا