رئيسة سابقة لجامعة كولومبيا.. من هي المصرية نعمت شفيق المستشارة الاقتصادية لرئيس الوزراء البريطاني؟
تصدر اسم نعمت شفيق، المعروفة باسم مينوش شفيق محركات البحث بعد أن أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تعيينها في منصب كبيرة المستشارين الاقتصاديين بمكتب رئاسة الوزراء، وتأتي هذه الخطوة لتعزيز خبرة الحكومة البريطانية قبل إعداد الموازنة العامة المقبلة، والتي يُتوقع أن تتضمن زيادات ضريبية جديدة لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.

وحسب ما نشرته CNN، لم تقتصر التغييرات على الجانب الاقتصادي فقط، حيث شملت نقل دارين جونز، نائب وزيرة المالية راشيل ريفز، للعمل مباشرة في مكتب رئيس الوزراء، ليخلفه النائب العمالي جيمس موراي في وزارة المالية، كما تم تعيين مدير جديد للاتصالات واستبدال السكرتير الخاص الرئيسي لستارمر، وتأتي هذه التعديلات استجابة لانتقادات داخل حزب العمال بضعف تسويق السياسات الحكومية وتراجع شعبيتها في استطلاعات الرأي.

من هي المصرية نعمت شفيق؟
تتمتع نعمت شفيق بخبرة واسعة في المؤسسات المالية والأكاديمية العالمية؛ فقد شغلت منصب نائبة محافظ بنك إنجلترا بين 2014 و2017، قبل أن تدير جامعة لندن للاقتصاد، ثم تتولى رئاسة جامعة كولومبيا الأمريكية عام 2023، لكنها استقالت بعد عام واحد إثر جدل واسع حول تعامل الجامعة مع احتجاجات طلابية مرتبطة بحرب غزة.

كما عملت شفيق نائبة لمدير صندوق النقد الدولي، حيث أدارت ملفات أوروبا والشرق الأوسط خلال أزمة ديون منطقة اليورو والربيع العربي، وكانت أيضًا من أبرز الشخصيات في وزارة التنمية الدولية البريطانية.

مصرية المنشأ.. معلومات عن نعمت شفيق
وُلدت نعمت شفيق في مصر، ثم انتقلت عائلتها إلى الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي، حيث نشأت في الجنوب الأمريكي، وحصلت على بكالوريوس الاقتصاد والسياسة من جامعة ماساتشوستس، ثم ماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد، ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد، وكانت أصغر من شغل منصب نائب رئيس البنك الدولي على الإطلاق، في سن 36 عامًا.

وفي كتابها الصادر عام 2021، دعت شفيق إلى إصلاحات اقتصادية قائمة على الدمج بين العدالة الاجتماعية والحوافز الإنتاجية، مثل توفير حد أدنى من الدخل مع تشجيع العمل، وربط المعاشات بمتوسط العمر المتوقع، والتركيز على التدخل المبكر في مرحلة الطفولة لتحقيق المساواة في الفرص.

شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الأكاديمية
برز اسم نعمت شفيق أيضًا خلال رئاستها لجامعة كولومبيا، حيث واجهت احتجاجات مؤيدة لفلسطين وضغوطًا سياسية وإعلامية بسبب استدعاء شرطة نيويورك للتعامل مع التظاهرات، وأكدت خلال جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي أنها تسعى للتوازن بين حرية التعبير وحماية الطلاب من معاداة السامية، وهو ما جعلها في قلب الجدل الأكاديمي والسياسي بالولايات المتحدة.

تُعد نعمت شفيق واحدة من أبرز الخبراء الاقتصاديين على مستوى العالم، حيث جمعت بين الخبرة الأكاديمية والعملية في مؤسسات دولية كبرى، واليوم بعودتها إلى بريطانيا كمستشارة اقتصادية لرئيس الوزراء، تبرز مكانتها كأحد أهم العقول المصرية المهاجرة التي تساهم في صياغة سياسات اقتصادية مؤثرة على الساحة العالمية.


