مصر والصين تعززان التكامل بين الحزام والطريق ورؤية 2030 في إطار منظمة شنغهاي
اجتمع قادة روسيا والصين والهند ودول أخرى بينها مصر لحضور أحدث قمة سنوية لـ منظمة شنغهاي للتعاون، في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات بسبب السياسات والرسوم الجمركية الأمريكية.
وفي هذا الصدد قالت الكاتبة الصينية مو يي، إن زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى جمهورية الصين الشعبية، والمشاركة المميزة لمصر بصفة "شريك حوار" في قمة منظمة شانغهاي للتعاون، خطوة بالغة الأهمية تعكس العمق الاستراتيجي المتزايد للعلاقات الثنائية.
وأضافت في تصريح لـ القاهرة 24، أن قمة تيانجين هذه القمة الخامسة لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تعقدها الصين، تمثل أكبر قمة منذ تأسيسها، ذلك يدل على التوسع المستمر لنفوذ منظمة شانغهاي للتعاون، فقد تطورت المنظمة من ست دول مؤسسة لتشمل الآن 26 دولة تمتد عبر 3 قارات، وانضمام مصر كـ "شريك حوار" في منظمة شانغهاي للتعاون يعكس رؤية القيادة المصرية لأهمية هذه المنظمة كأحد أبرز المنظمات الإقليمية في العالم التي تركز على تعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي. هذه الخطوة تفتح أمام مصر آفاقًا جديدة.
في عالم اليوم حيث تتصاعد الصراعات الجيوسياسية والتحديات المشتركة في ظل انتشار الأفكار التجارية الحمائية والاتجاه المناهض للعولمة، فيتزايد أهمية منظمة شنغهاي للتعاون. ويحتاج المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون متعدد الأطراف.
اهتمامات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة
ولفتت الى انه وفي إطار منظمة شانغهاي للتعاون يمكن لمصر القيام بمزيد من التعاون مع الصين والدول الأعضاء الأخرى للمنظمة. مثلا تشارك مصر ومنظمة شانغهاي اهتمامات مشتركة عميقة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة.
وأشارت إلى ان منظمة شنغهاي للتعاون تمتلك آليات تعاون ناضجة، حيث أقامت سلسلة من الآليات بما في ذلك الهيئة الإقليمية لمكافحة الإرهاب (RATS)، وآلية التعاون لمكافحة المخدرات، كما تعمل منظمة شنغهاي للتعاون من خلال التدريبات العسكرية المشتركة، وتقاسم المعلومات، وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف، على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين. هذا الإطار التعاوني للأمن يقلل من احتمالية الصراعات ويوفر بيئة أكثر أمانًا لجميع الدول الأعضاء.
تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري
إضافة إلى ذلك، يمكن لمصر تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، حتى العام الماضي، تجاوز إجمالي الناتج المحلي لدول الأعضاء في المنظمة 20 تريليون دولار أمريكي، مما يمثل 24٪ من الاقتصاد العالمي، كما تجاوز إجمالي حجم التجارة الخارجية 8 تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل ربع التجارة العالمية. كما سجل حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الأعضاء في المنظمة أرقامًا قياسية متتالية.
وتعدّ مصر أوّل دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وأوّل دولة نامية تقيم علاقات استراتيجية مع الصين.
وقالت مو يي إن زيارة رئيس الوزراء وحضوره للقمة تؤكد على متانة العلاقات الصينية المصرية التي تتخطى الإطار الاقتصادي إلى بعد استراتيجي أعمق. إن الصين ومصر شريكان وثيقان للتعاون ذي المنفعة المتبادلة، وقد ظلا ملتزمين بتعزيز التكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" ومبادرة "رؤية 2030"، حيث يتخذان من التعاون في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري وغيرها من المناطق الصناعية قاطرة لتعزيز التعاون المستمر في مجالات الاقتصاد والتجارة والتصنيع المشترك والطاقة الجديدة وغيرها.
يصادف العام المقبل الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، سيغتنم الجانبان هذه الفرضة لتحقيق تنمية أكبر للعلاقات الثنائية ودفع العلاقات الثنائية تجاه هدف بناء مجتمع مصير مشترك صيني-مصري في العصر الجديد، وكذلك تحقيق إسهامات أكبر في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، وتعزيز التنمية والازدهار على الصعيد العالمي.
