من الفراعنة للفاطميين.. ما هو تاريخ عروسة وحصان المولد النبوي؟
مع اقتراب المولد النبوي الشريف 2025، تتزين المحال التجارية في مختلف المحافظات المصرية بـ عروسة المولد والحصان والحلوى، وهي من أبرز مظاهر الاحتفال التي ارتبطت بالمصريين على مدار مئات السنين، ورغم أنها أصبحت عادة مصرية أصيلة، إلا أن الكثيرين لا يعرفون أصلها التاريخي، وما علاقتها بالعصر الفاطمي والفراعنة.
تاريخ عروسة المولد في العصر الفاطمي
كشفت باحثة الآثار والتاريخ المصري ماري يوحنا خلال تصريحات تليفزيونية، أن ظهور عروسة المولد وحلاوة المولد يرجع إلى العصر الفاطمي في مصر، حيث كان الحكام يحرصون على الاحتفال بالأعياد الدينية بهدف التقرب من الشعب، فإن الفاطميين هم من أدخلوا صناعة حلوى المولد إلى مصر، وكانت تسمى آنذاك بـ ”العلايق”، حيث تُصنع قبل شهرين من المولد وتُعلق على المحلات استعدادًا للاحتفالات.


لماذا ارتبطت العروسة والحصان بالمولد النبوي؟
وتتعدد الروايات حول السبب وراء ظهور عروسة المولد وحصان المولد، ومن أبرزها:
• رواية الحاكم بأمر الله وزوجته: يُقال إن الحاكم بأمر الله خرج للاحتفال بالمولد مع زوجته التي ارتدت فستانًا أبيض وتاجًا من الزهور، فقام صانع الحلوى بصناعة عروس على شكلها وفارس يشبه الحاكم، لتخليد تلك اللحظة.
• موسم الزواج في العصر الفاطمي: كان هذا اليوم فرصة لإقامة الأفراح نظرًا لعدم السماح بالاحتفالات في أيام أخرى، ومن هنا جاءت فكرة العروسة التي ترمز للعروس، والحصان الذي يرمز للعريس أو الفارس.

بين الفراعنة والفاطميين.. جدل حول الأصل الحقيقي
لا يقتصر تاريخ عروسة المولد وحصان المولد على الفاطميين فقط، إذ تشير بعض الدراسات إلى جذور أعمق تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، فالبعض يرى أن العروسة والحصان مستوحَيان من أسطورة إيزيس وأوزوريس، حيث يمثل الحصان تمثال حورس الذي يقاتل الشر ممثلًا في صورة مرآة، بينما تُشبه الكرانيش الملونة خلف العروسة جناح إيزيس الملون.




عروسة المولد بين الماضي والحاضر
قديمًا، كانت تصنع من السكر المزين بالألوان وتوزع على الأطفال لإدخال البهجة في قلوبهم، أما الآن فتتوافر بأشكال متعددة، منها العروسة البلاستيك بفستان أبيض يشبه فستان الزفاف، وهو ما تحرص العائلات على شرائه للبنات في كل عام.
ورغم اختلاف الروايات حول أصل عروسة المولد وحصان المولد بين الفراعنة والفاطميين، إلا أنها لا تزال رمزًا مميزًا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر، ومظهرًا تراثيًا يحافظ على رونق الماضي ويُدخل البهجة على الصغار والكبار معًا.






