الدولار الأمريكي يواصل التراجع وسط مخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي.. وتوقعات بخفض الفائدة
يتجه الدولار الأمريكي نحو مزيد من الضعف خلال الأشهر المقبلة، مدفوعا بتنامي الشكوك حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة.
الدولار الأمريكي يواصل التراجع وسط مخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي وتوقعات بخفض الفائدة
وحسب رويترز، تراجع سعر الدولار بنسبة 0.38% عن أسعار أمس وجاء هذا التراجع في ظل تصاعد المخاوف من تأثير سياسات مالية توسعية تشمل خفضا ضريبيا واسع النطاق، وزيادة في الإنفاق الحكومي، بالإضافة إلى تدخلات متكررة من البيت الأبيض في شؤون البنك المركزي، ما أدى إلى تغيير مسار الدولار بعد سنوات من القوة.
وأظهرت بيانات سوق العقود الآجلة أن المستثمرين يتوقعون قيام الفيدرالي بخفضين في أسعار الفائدة خلال العام الجاري، مع احتمال خفض ثالث مطلع عام 2026، كما أشار 80% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن مراكز البيع على الدولار ستظل مرتفعة أو تستقر على مستوياتها الحالية حتى نهاية سبتمبر، بينما لم يتوقع أي منهم تحوّلا نحو الشراء.
وقالت جين فولي، رئيسة استراتيجية الفوركس في "رابوبنك"، إن التوقعات الواسعة بضعف الدولار قد تدعو إلى الحذر نظرًا لتشابه مراكز المستثمرين، لكنها لم تستبعد عودة الدولار للارتفاع في حال صدور بيانات تضخم قوية من الولايات المتحدة.
اليورو في مسار صاعد أمام الدولار
على صعيد العملات، رجّح خبراء الفوركس المشاركون في الاستطلاع ارتفاع اليورو مقابل الدولار بشكل تدريجي، من 1.17 دولار حاليا إلى 1.18 دولار خلال ثلاثة أشهر، ثم إلى 1.19 بعد ستة أشهر، وصولا إلى 1.20 دولار خلال عام، وهو أعلى مستوى متوقع للعملة الأوروبية منذ سبتمبر 2021.
ضغوط سياسية على الفيدرالي
وفي سياق متصل، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، لتخفيض الفائدة إلى مستوى 1%، كما يسعى لإقالة عدد من أعضاء المجلس بحجة تورطهم في قضايا مرتبطة بعمليات الرهن العقاري، في خطوة تثير جدلا واسعا حول حدود السلطة التنفيذية واستقلالية البنك المركزي.
ووفقًا لبول ماكيل، رئيس أبحاث الفوركس في "إتش إس بي سي"، فإن الدولار سيظل تحت ضغط حتى نهاية العام بفعل استئناف دورة التيسير النقدي وتزايد الشكوك في الأسواق بشأن مدى استقلال الفيدرالي.
