بعد حديثه عن زراعة الأعضاء.. تقارير تكشف مساعي بوتين لتحقيق الحياة الأبدية والخلود
التُقطت محادثة عابرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ حول الخلود وإطالة العمر، غير أن افتتانه بإطالة الحياة ليس بالأمر الجديد، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
تحقيق الخلود وزراعة الأعضاء
وفي مشهد بدا وكأنه مقتبس من أفلام جيمس بوند، ظهر الزعيمين الروسي والصين، يرافقهما حليفهما الأصغر سنا كيم جونغ أون، يسيرون على ممر أحمر قبل عرض عسكري في بكين، حين التقطت ميكروفونات مفتوحة حديثا بدا وكأنه يدور في أذهانهم: إلى أي مدى يمكنهم الاستمرار؟ وهل قد تسمح لهم التكنولوجيا بالخلود في الحكم؟
بوتين أكد عبر مترجمه لشي جين بينغ أن التطور العلمي قد يتيح زرع الأعضاء باستمرار، بما يسمح للإنسان أن يصبح أصغر سنا، وربما خالدا، وردّ الزعيم الصيني قائلًا إنه بحلول نهاية القرن قد يعيش الإنسان حتى 150 عاما، فيما بدا الزعيم الكوري الشمالي، الأصغر بثلاثة عقود، يصغي مبتسما.
هذا الموقف أثار تكهنات حول أعمار القادة الثلاثة، والأهم حول مدى استعدادهم للتمسك بالسلطة إلى آخر لحظة، فلا أحد منهم يبدو مستعدا للتنحي أو طرح خطة واضحة للخلافة.
بالنسبة للرئيس الروسي بوتين، بعد تعديلات دستورية أجراها عام 2020، قد يبقى في الحكم حتى عام 2036 حين يبلغ الثالثة والثمانين، متجاوزا حتى فترة حكم جوزيف ستالين، أما شي فقد ألغى تقاليد الحزب الشيوعي المتعلقة بتوريث السلطة عبر تصفية الحلفاء والخصوم على حد سواء، وفي كوريا الشمالية، لطالما ارتبط انتقال الحكم بالموت فقط.
وسعي القادة وراء طول العمر ليس جديدًا، فالتاريخ زاخر بمحاولات مشابهة، أول إمبراطور للصين، تشين شي هوانغ، أرسل بعثات بحثا عن إكسير الحياة، لكنه تناول جرعات من الزئبق عجّلت بموته، والإسكندر الأكبر، وفق الأساطير، جاب أرض الظلام بحثا عن ماء الحياة.
وفي الأزمنة الحديثة، لجأ سيلفيو برلسكوني إلى عمليات زرع الشعر والجراحات التجميلية والعلاجات بالدم ليظهر بمظهر الشاب على المسرح السياسي، وفي كازاخستان، أمر الرئيس نور سلطان نزارباييف بإنشاء معهد لدراسة تجديد الجسم والعلاجات الجينية، غير أنّ برلسكوني توفي في سن السادسة والثمانين بعد إصابته بعدوى رئوية، فيما أُزيح نزارباييف عن السلطة إثر اضطرابات عام 2022.
أما بوتين، الذي عرف الرجلين عن قرب، فيبدو أنه أخذ المسألة إلى أبعد مدى، بتمويل سخي للأبحاث المرتبطة بإطالة العمر، حيث أن الرئيس الروسي مهتم منذ سنوات بالحفاظ على صحته ويعتمد على فريق واسع من الأطباء، إلى جانب لجوئه إلى الطب البديل، ويؤكد باحثون أنه لا يسعى فقط إلى الحفاظ على العافية، بل إلى تمديد الحياة ذاتها.
الصحفي ميخائيل روبين، مؤلف سيرة عن بوتين، قال إن الرئيس يتحدث في موضوع يشغله بجدية، مشيرًا إلى أنه رغم تمتعه بصحة جيدة، يرافقه دائمًا عدد كبير من الأطباء، ما يعكس هوسه بطول العمر.
بوتين نفسه كرر هذه الأفكار علنا خلال مؤتمر صحفي في بكين، حيث قال إن التطورات الطبية الحديثة، بما في ذلك عمليات زرع الأعضاء، تمنح الإنسانية أملًا بزيادة كبيرة في متوسط العمر.
ويُعتقد أن ميخائيل كوفالتشوك، صديق عائلة بوتين والمقرّب منه علميًا، يقود هذه الأبحاث داخل روسيا، حيث أنشأ معاهد بتمويل ضخم لتطوير تقنيات مثل طباعة الأعضاء بخلايا مخبرية، كما تلعب ماريا فورونتسوفا، الابنة الكبرى لبوتين والطبيبة المتخصصة في الغدد الصماء، دورًا بارزًا عبر مشاريع مرتبطة بالجينات وتمويلات حكومية سخية لدراسة إطالة العمر.
الهوس بإطالة الحياة تسلل أيضًا إلى الثقافة الروسية، إذ صدرت عام 2024 رواية ساخرة للكاتب إيفان فيليبوف بعنوان الفأر، تروي قصة قارض مصاب يهرب من معهد علمي يعمل على تطوير دواء لإطالة عمر بوتين.
وقال فيليبوف أن ما أثارته الميكروفونات لم يفاجئه، فبوتين مهووس بفكرة الخلود أو على الأقل تجاوز العمر الذي يفرضه القدر، مضيفا أن هذا الهوس ينتهي في قصته بشكل كارثي على الجميع.


