تزامنًا مع زيارة الرئيس الإسرائيلي.. انتقادات واسعة لحكومة بريطانيا بعد إعلانها عدم وجود إبادة جماعية في غزة
يواجه زعيم حزب العمال البريطاني ورئيس الحكومة كير ستارمر انتقادات جديدة داخل صفوف حزبه بعد إعلان الحكومة أن إسرائيل لم ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، حيث ذكرت الحكومة أنها لم تتوصل إلى استنتاج بأن إسرائيل تتصرف بنية تدمير جماعة وطنية أو إثنية أو دينية بشكل كلي أو جزئي.
الرئيس الإسرائيلي في زيارة إلى لندن
يأتي ذلك قبيل الزيارة المثيرة للجدل التي يبدأها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى بريطانيا هذا الأسبوع، والمتوقع أن يلتقي خلالها رئيس الوزراء، وحذر عدد من نواب حزب العمال من أنه لا ينبغي للحكومة أن تستقبل الرئيس الإسرائيلي استقبالًا رسميا في ظل ما يجري بغزة.
وصرح وزير الصحة ويس ستريتينغ بأن هرتسوغ مطالب بالرد على الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي وإبادة جماعية، مشيرًا إلى أن شهادات أطباء بريطانيين عملوا في غزة وثقت مشاهد مروعة من منع وصول الغذاء حتى للأطفال.
وأكد أن هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها حماس كانت وحشية وغير إنسانية، على حد قوله، لكنه شدد على أن تلك الجرائم لا تبرر حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في غزة، ولا أعمال عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وكانت رسالة من وزير الخارجية السابق ديفيد لامي، نُشرت عبر لجنة التنمية الدولية في مجلس العموم، أوضحت أن الخسائر البشرية الهائلة في صفوف المدنيين والدمار الواسع في غزة أمر مروع، لكن الحكومة لم تعتبر أن إسرائيل تتصرف بنية الإبادة وفقا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
واتهم الزعيم السابق لحزب العمال جيرمي كوربين الحكومة بإنكار الإبادة، فيما طالبت النائبة بيل ريبيرو-أدي بسحب الدعوة الموجهة للرئيس الإسرائيلي وفرض عقوبات عليه بدلًا من استقباله رسميا، معلنة في الوقت ذاته ترشحها لمنصب نائب زعيم الحزب بعد استقالة أنجيلا راينر.
من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في بريطانيا ساشا ديشموخ أن إسرائيل ترتكب إبادة في غزة وأن هرتسوغ يمثل الدولة المسؤولة عن ذلك، داعيًا الحكومة البريطانية إلى عدم توفير غطاء دبلوماسي لتل أبيب.
وعلى صعيد متصل، استقبل كير ستارمر في مقر رئاسة الحكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث ناقشا الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.
وأكد ستارمر التزامه بالعمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وتدفق المساعدات الإنسانية بشكل واسع، مشددًا على أن الحل السياسي طويل الأمد هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما جدد رئيس الوزراء البريطاني وعده بالاعتراف بدولة فلسطين إذا لم تغيّر إسرائيل نهجها، بينما أبدى عباس التزامه بإصلاح السلطة الفلسطينية لتكون جزءًا من الحل المستقبلي.


