ذعر في العاصمة القطرية.. كيف تناولت الصحف الدولية استهداف إسرائيل مقر حماس بالدوحة؟
نفذت إسرائيل، مساء أمس الثلاثاء، ضربة غير مسبوقة استهدفت قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، ما أثار صدمة واسعة وتغطية مكثفة في وسائل الإعلام الدولية، التي أبدت دهشة من جرأة استهداف أراضٍ تابعة لحليف استراتيجي للولايات المتحدة، وسط تساؤلات عن التداعيات المحتملة.
الهجوم الإسرائيلي على قطر
وكالة أسوشيتيد برس وصفت العملية بأنها تصعيد خطير يهدد بانهيار المفاوضات المتعلقة بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى، فيما حذرت رويترز من أنها قد توجه ضربة قاسية، وربما قاتلة، للوساطة التي تقودها قطر إلى جانب مصر منذ ما يقرب من عامين.
صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى أن الضربة المباشرة على الأراضي القطرية تقوض الجهود الدبلوماسية للدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار، لا سيما وأن استقرارها السياسي والاقتصادي يرتكز على صورتها كملاذ آمن للاستثمار والسياحة.
شبكة BBC أكدت أن إسرائيل تندفع بكامل قوتها وتخلت عن المفاوضات، فيما اعتبرت CNN أن العملية تهدد صورة قطر كوسيط محايد في أزمات إقليمية ودولية، وأن التنسيق المسبق مع واشنطن قد يُنظر إليه في الدوحة كخيانة.
صحيفة وول ستريت جورنال، المعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، وصفت الهجوم بأنه تصعيد خطير في التكتيكات ضد حماس، مشيرة إلى إحباط إسرائيلي وأمريكي متكرر من استمرار قادة الحركة في العيش بحرية ورفاهية في الدوحة، أما صحيفة بيلد الألمانية فرددت مزاعم أن قادة حماس عاشوا حياة فارهة في فنادق قطر فيما كانوا يخططون لهجمات ضد إسرائيل.
الصحف الأوروبية البارزة مثل لوموند والجارديان أولت الهجوم عناوين رئيسية، فيما أبرزت التلجراف والبريد اليومي في بريطانيا الغضب العارم في المنطقة، أما عائلات الأسرى الإسرائيليين أعربت عن خوفها الشديد من أن تكون هذه الضربة قد قضت فعليًا على أي فرصة لإتمام صفقة.
العملية التي حملت اسم قمة النار تعكس، بحسب محللين دوليين، وكذلك انتقال إسرائيل إلى مرحلة أكثر اندفاعًا، بما يضع مستقبل المفاوضات في مهب الريح ويثير تساؤلات حول من سيكون الهدف التالي بعد الدوحة.
كما أبرزت التغطية الإعلامية العالمية، أن الضربة جرت بالقرب من مدارس وسفارات أجنبية في الدوحة، وهو ما تسبب بحالة ذعر كبيرة في العاصمة القطرية.
شبكة NBC وصحيفة التلجراف البريطانية أدرجت الحدث في صدارة عناوينها، فيما ذكرت CNN أن العملية تقوض صورة قطر التي سعت لسنوات إلى أن تكون ساحة محايدة للتسويات، ليس فقط بين حماس وإسرائيل بل أيضًا في أزمات إقليمية ودولية أخرى، مثل المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.
المحللة كلاريسا وورد من CNN أشارت إلى أن التنسيق المسبق بين واشنطن وتل أبيب بشأن الضربة قد يُحدث توترًا عميقًا بين قطر والولايات المتحدة، وأن الدوحة قد ترى في ذلك إهانة أو حتى خيانة، ومع ذلك، أفادت وول ستريت جورنال بأن واشنطن أبلغت قطر بالعملية قبل تنفيذها، وهو ما قد يخفف من حدة الأزمة بين الجانبين.
المعلق جيريمي بوين من BBC رأى أن قطر نجحت على مدى سنوات في بناء صورتها كوسيط محايد وكمركز دبلوماسي، وأن الضربة الإسرائيلية تمثل خطوة لم يكن يتوقعها كثيرون، وأكد أن إسرائيل لم تعد تنظر إلى المفاوضات كخيار، بل اندفعت إلى استراتيجية حسم عسكرية على كافة الجبهات.
وعنونت صحيفة ديلي ميل البريطانية، المعروفة بدعمها لإسرائيل، تقاريرها بأن إسرائيل قصفت قطر، مشيرة إلى الغضب الواسع في المنطقة.
وفي المحصلة، وصفت معظم وسائل الإعلام العالمية الضربة الإسرائيلية في الدوحة بأنها تصعيد غير مسبوق يحمل مخاطر دبلوماسية وعسكرية كبيرة، ويهدد بطي صفحة المفاوضات نحو هدنة محتملة في غزة.
