صيد الأسماك بين تحديات الحاضر وذكريات الماضي في بحيرة ناصر بأسوان
في قلب أسوان، وعلى ضفاف بحيرة ناصر، يعيش الحاج يوسف أبوداود، واحد من أقدم وأكبر المستثمرين في مجال صيد وتجارة الأسماك، ورحلته التى ارتبطت بالماء والشباك، وحكايته تلخص قصة الصيادين الذين جعلوا من البحيرة مصدر رزق لهم ولأسرهم.
يقول الحاج يوسف وهو يستعيد ذكريات البدايات لـ القاهرة 24: بدأت حياتي مع الصيد من سن صغيرة، لما كنت أخرج مع والدي في المراكب، من وقتها ارتبطت حياتي بالبحيرة، وبدأت أفهم أسرارها وأتعلم من الكبار.
ورغم أن بحيرة ناصر تُعد كنزًا طبيعيًا لمصر كلها، إلا أن الطريق أمام الصيادين ليس ممهدًا دائمًا.
ضعف الإمكانيات مشكلة تواجه الصيادين
يؤكد أبوداود: أكبر مشكلة تواجه الصيادين هي ضعف الإمكانيات، المعدات غالية، والوقود مكلف، غير إن في أوقات القوانين أو التصاريح بتعطلنا، لكن التحديات لا تتوقف عند الجانب الإداري فقط؛ فالبيئة لها نصيب أيضًا، فمع التغيرات المناخية وطرق الصيد غير المنظمة، تأثرت الثروة السمكية في البحيرة.
ويشير أبوداود بلهجة حازمة: "لازم يبقى في رقابة حقيقية على أساليب الصيد، عشان نحافظ على المخزون. البحيرة لو اتظلمت، الكل هيخسر."
وعن مقارنة الماضي بالحاضر، يبتسم الرجل بحسرة: زمان كانت الأسماك أكتر، والرزق أسهل. دلوقتي الوضع أصعب بكتير، لكن لسه في أمل لو اتظبطت الأمور.
أما عن الحلول، فيرى أن الدعم الحكومي هو مفتاح الإنقاذ: لو الدولة ساعدت الصيادين بمراكب حديثة، ودعمتهم في الوقود والتصاريح، الإنتاج هيزيد والبحيرة هتفضل مصدر خير.
وفي رسالته للشباب، يوجّه أبوداود نصيحة عملية: المجال ده محتاج صبر وخبرة. اللي عايز يشتغل في الصيد لازم يتعلم الأول من الكبار، وما يستعجلش.
ختامًا، تبقى بحيرة ناصر مرآة لحال الصيادين: كنز طبيعي ضخم، لكن الحفاظ عليه يحتاج تضافر الجهود، أصوات مثل صوت الحاج يوسف أبوداود قد تكون جرس إنذار، وقد تفتح بابًا لحلول تنقذ مستقبل الصيد في أسوان ومصر كلها.


