احتجاجًا على المهاجرين والمسلمين.. مظاهرات حاشدة من اليمين البريطاني تشل العاصمة لندن
تجمعت حشود من المتظاهرين اليمينيين المناهضين لسياسات الهجرة، في قلب العاصمة البريطانية لندن، رافعين الأعلام ومرددين هتافات مثل «نريد استعادة بلادنا»، ما أدى إلى إغلاق الطرق الرئيسية في لندن مع عطله نهاية الأسبوع اليوم السبت.
المشهد، الذي وصفه مشاركون بأنه صحوة جماعية، يعكس تصاعد موجة الغضب الشعبي والرغبة في استعادة السيطرة على مسار البلاد، بحسب المصطلح الذي يستخدمه المشاركون في هذه المظاهرات.
وتستعد شرطة لندن لموجة من الفوضى اليوم مع نزول آلاف من أنصار اليمين المتطرف إلى الشوارع للمشاركة في مسيرة توحيد المملكة، التي يقودها الناشط المعادي للمهاجرين والمسلمين تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون.
مظاهرات في لندن
أعلنت شرطة العاصمة نشر 1600 ضابط لتأمين الفعاليتين، حيث يتقابل أنصار روبنسون مع المتظاهرين المناهضين للعنصرية الذين ينظمون مسيرة مضادة تحت شعار «المسيرة ضد الفاشية».
انطلقت مسيرة روبنسون من شارع ستامفورد قرب جسر ووترلو في لندن، متجهة إلى الطرف الجنوبي من وايتهول حيث يُقام التجمع الرئيسي. في المقابل، بدأ المتظاهرون المناهضون للعنصرية، ومن بينهم نشطاء من حركة "قفوا ضد العنصرية"، في التجمّع بالطرف الآخر من وايتهول رافعين لافتات وأعلامًا فلسطينية، ومرددين شعارات مثل "النساء ضد اليمين المتطرف"، و"اسحقوا اليمين المتطرف"، و"اللاجئون مرحب بهم".
الحشود المشاركة في مسيرة "توحيد المملكة" حملت أعلام بريطانيا وإنجلترا، إضافة إلى صور ولافتات تخلّد الناشط المحافظ الأمريكي تشارلي كيرك الذي قُتل بالرصاص هذا الأسبوع في ولاية يوتا، من المتوقع أن يتناول المتحدثون في الفعالية مقتله بإسهاب، فيما شُوهدت أعلام تحمل صورته بين المتظاهرين.
يشارك في الفعالية سياسيون يمينيون متطرفون بارزون مثل: إريك زيمور من فرنسا وبيتر بيسترون من حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إلى جانب عالم النفس الكندي المثير للجدل جوردان بيترسون، والمعلقة البريطانية كاتي هوبكنز، بالإضافة إلى شخصية التلفزيون أنط ميدلتون.
من بين الهتافات التي رددها المشاركون "تبا ستارمر"، في إشارة إلى زعيم حزب العمال كير ستارمر، فيما ردد آخرون اسم روبنسون. وقال رجل من نيوزيلندا إنه جاء مع "مئة من محاربيه" للمشاركة في المسيرة.
وصفت شرطة العاصمة العملية الأمنية بأنها من أضخم عملياتها، مؤكدة نشر أكثر من 1600 ضابط بينهم 500 من قوات شرطة أخرى خارج لندن، مع تخصيص نحو ألف ضابط لتأمين المسيرات وحدها. كما وضعت الشرطة حواجز للفصل بين المجموعتين المتعارضتين، وأكدت أنها لن تستخدم تقنية التعرف على الوجوه خلال المظاهرة.
إلى جانب المسيرات، يتعين على الشرطة تأمين مباريات كروية مهمة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى، ما يزيد الضغط على مواردها البشرية. وحذرت الشرطة السكان من اختناقات مرورية وتأخر خدمات الحافلات بسبب الحشود.
روبنسون وصف الحدث بأنه أكبر مهرجان لحرية التعبير في المملكة المتحدة، ودعا المشاركين إلى الامتناع عن ارتداء الأقنعة وشرب الكحول أو ممارسة العنف، مؤكدًا في رسالة مصورة أن الهدف هو "الوقوف بفخر من أجل الوطن".
أما المسيرة المضادة "ضد الفاشية" فقد انطلقت من ساحة راسل، بقيادة نساء ونشطاء بارزين مثل النائبة المستقلة ديان أبوت. وقالت ساميرا علي، المنسقة الوطنية للحركة، إن الفعالية تهدف لإيصال رسالة واضحة بأن المجتمع موحّد ضد تهديد اليمين المتطرف.
قائد العملية الأمنية، كلير هاينز، أكد أن الشرطة على تواصل مع المجتمعات المحلية، مشددًا على أن "الجميع يجب أن يشعر بالأمان في التنقل داخل لندن". كما حذرت الشرطة من أنها ستتخذ موقفًا صارمًا تجاه أي سلوك عنصري أو تحريض على الكراهية.
من جهتها، حذرت رئيسة اتحاد شرطة العاصمة من الإرهاق الجسدي والنفسي الذي يعانيه الضباط بسبب تكرار استدعائهم للتعامل مع احتجاجات كبرى، مؤكدة أن كثيرين حُرموا من إجازاتهم وأيام راحتهم لتأمين هذه الفعاليات.





