توتر غير مسبوق.. تقارير عبرية تكشف مدى تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل
وصلت العلاقات بين إسرائيل وتركيا، والتي تدهورت على مدى سنوات، اليوم إلى مستوى غير مسبوق من التوتر، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
تداعيات الهجوم على قطر
وحسب التقرير، هناك مخاوف في أنقرة من أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية إلى توسيع دائرة التصعيد في المنطقة، وأحد الخبراء الأتراك اعتبر أن حكومة إسرائيل لا تضع حدودًا لأفعالها، فيما لم يستبعد وزراء في الحكومة الإسرائيلية استهداف قيادات من حركة حماس داخل تركيا، مؤكدين أن الملاحقة ستستمر في أي مكان في العالم.
وحذر المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، من أن إسرائيل قد توسع هجماتها المتهورة كما فعلت في قطر، الأمر الذي قد يجر المنطقة نحو كارثة، وفي المقابل، صرّح الوزير زئيف إلكين من حزب اليمين الموحّد أن إسرائيل ستواصل ملاحقة قيادات حماس حتى تصفية الحساب معهم أينما وجدوا.
كما شدد وزير الطاقة وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إيلي كوهين، على أن كل من يرتبط بحماس لن ينعم بالهدوء في أي مكان، حتى في إسطنبول.
وفيما يتعلق بالتنسيق مع الولايات المتحدة، أوضح كوهين أن هناك تفاهمات عامة مع واشنطن، مؤكدًا أن الولايات المتحدة، وخاصة الرئيس ترامب، شريك أساسي في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف أن قطر تمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى ارتباطها بالإخوان المسلمين ودعمها لإيران، واعتبرها من بين أربع دول فقط توفر ملاذًا لعناصر مصنفة إرهابية، إلى جانب إيران وتركيا ولبنان.
العلاقات بين أنقرة وتل أبيب شهدت تدهورًا حادًا خلال العام الأخير على خلفية الحرب في غزة، وزادت حدة العداء مع التنافس على النفوذ في سوريا، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صعّد لهجته ضد إسرائيل ورئيس وزرائها، حتى وصل إلى حد تشبيه نتنياهو بهتلر.
ورغم ذلك، تؤكد تركيا أنها تختلف عن قطر، فهي عضو في حلف شمال الأطلسي وتمتلك ثاني أكبر جيش فيه، إلى جانب صناعة دفاعية متطورة.
وأعلن أردوغان مؤخرًا تسريع إنتاج الصواريخ ودشن منظومة الدفاع الجوي قبة الفولاذ.
واستبعد محللون في الغرب هجومًا إسرائيليًا مباشرًا على الأراضي التركية، لكنهم لا يستبعدون عمليات محدودة ضد أهداف لحماس داخلها، وفي المقابل، قد تؤدي الضربة في قطر إلى زيادة تمسك أنقرة بدعم الحركة.
وحسب التقرير فإن التوتر ينعكس بشكل خاص في الساحة السورية، حيث تدعم تركيا حكومة انتقالية بينما توسع إسرائيل عملياتها العسكرية هناك، كما يُتوقع أن تعزز إسرائيل تعاونها مع اليونان وقبرص اليونانية في شرق المتوسط لمواجهة النفوذ التركي.
وعلى الرغم من هذا التصعيد، تحاول أنقرة الإبقاء على قنوات دبلوماسية مفتوحة، إذ جرت محادثات مع إسرائيل في أبريل الماضي لتجنب التصعيد في سوريا، كما وقّعت مؤخرًا اتفاقًا مع دمشق لتقديم الدعم والتدريب لجيشها بهدف الحد من الاحتكاك المباشر مع إسرائيل.
ويترقب أردوغان موقف واشنطن، آملًا أن تضع خطوطًا حمراء أمام نتنياهو، لكن خبراء في أنقرة يشيرون إلى أن التجربة أثبتت أن العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة لا تضمن بالضرورة ردع إسرائيل، معتبرين أن ما جرى في قطر أبرز استعداد الحكومة الإسرائيلية للذهاب بعيدًا دون قيود.



