من الضرب بالخرطوم إلى الأحضان.. نصيحة شاب بعد التصالح مع والده: راضوا أهاليكم قبل فوات الأوان

أثار منشور لشاب على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعا بعد أن كشف خلاله عن تجربته القاسية في طفولته مع والده، متحدثًا عن سنوات من القسوة وسوء الفهم المتبادل، قبل أن تنتهي علاقتهما بالمصالحة وإعادة الدفء بينهما.
 

شاب يروي تفاصيل معاناته مع والده 

وقال محمد إنه تعرض في صغره للضرب والإجهاد النفسي، بسبب مطالب والده التي كانت تفوق قدرته وهو في الرابعة عشرة من عمره، حيث كان يطلب منه تحمّل مسؤوليات أكبر من سنه، ما جعله يشعر بالظلم والجفاء.

وأوضح أن والده نفسه لم يعش طفولة سوية، الأمر الذي انعكس على طريقة تربيته، وأنه كان يسعى لمصالحته لكنه لم يكن يملك الأسلوب الصحيح للتعبير عنها.

وأضاف أن هذه الأجواء جعلته يرى والده بصورة سلبية ويعامله ببرود، حتى جاء الوقت الذي كرّمه فيه الله وقرر أن يفتح صفحة جديدة مع والده، ويعوضه عن كل ما مضى من خلافات، سواء على المستوى المادي أو العاطفي.

وروى محمد مشهدا مؤثرا لأول مرة حضن فيها والده بعد المصالحة، قائلا إن هذا العناق لم يكن مجرد حضن بين أب وابنه، بل احتوى كل السنين التي ضاعت في القسوة والخصام، وإنه شعر وقتها أن والده كان في حاجة إلى ذلك الحضن مثله تماما.

واختتم محمد دعوته بمناشدة الشباب والمراهقين والمواطنين عامة لإصلاح علاقتهم بآبائهم وأمهاتهم قبل فوات الأوان، مؤكدا أن أصعب ما قد يعيشه الإنسان هو اكتشاف أنه أضاع سنوات طويلة من حياته دون أن يحتضن أحب الناس إليه.

هجوم على المنشور

واختلفت التعليقات بين مؤيد ومعارض، فبينما عبّر كثيرون عن تعاطفهم مع الشاب، رأى آخرون أن تحمّل مسؤوليات في سن الرابعة عشرة أمر طبيعي وأنه ليس طفلًا كما يصوره المنشور، واعتبر بعض المعلقين أن هذه السن هي بداية النضج ويجب فيها على الشاب أن يتحمل أعباءً أكبر، في حين رد آخرون بأن الضغط النفسي والجسدي على المراهقين في هذه المرحلة قد يترك آثارًا طويلة المدى على صحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي، هذا الانقسام في الآراء فتح نقاشًا أوسع حول ثقافة التربية في البيوت وحدود ما يمكن تكليف الأبناء به.