السفير الفرنسي بالقاهرة: مشروع الأكاديمية الدولية للعمارة بالعاصمة الإدارية أسلوب حياة للأجيال القادمة
قال السفير الفرنسي في القاهرة، إن مشاركة فرنسا في تأسيس الأكاديمية الدولية للعمارة بالعاصمة الإدارية الجديدة تأتي انطلاقًا من الإرث العريق والسمعة العالمية التي تتمتع بها في مجال العمارة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يجمع حضارتين عظيمتين، المصرية والفرنسية، إلى جانب شركاء أوروبيين مثل إيطاليا وهولندا، وبالتعاون مع اليونسكو.
وأوضح السفير أن المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية «غرونوبل»– ذات المكانة المرموقة عالميًا – تعد من أبرز الشركاء في المشروع، لافتًا إلى أن تعاونها الممتد مع جامعة عين شمس، إلى جانب جامعة القاهرة وعدد من الجامعات المصرية الأخرى، يعكس عمق العلاقات التعليمية والأكاديمية بين البلدين.
وأشار إلى أن الشراكة المصرية الفرنسية في هذا المجال تتماشى مع التوجه نحو تحقيق التميز الأكاديمي والبحثي، موضحًا أنه تم توقيع أكثر من 45 اتفاقية جديدة بين الجامعات المصرية والفرنسية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يعكس مسارًا واضحًا نحو تعزيز التعاون العلمي وتطوير قدرات الشباب.
وشدد السفير على أن مستقبل مصر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بجيلها الجديد، حيث يشكل الشباب غالبية السكان، مؤكدًا أن العمارة والعمران لا يُنظر إليهما فقط كتخصصات تقنية، بل كقضايا ثقافية وإنسانية ترتبط بجودة الحياة وطريقة معيشة الأفراد.
واختتم كلمته بالتأكيد على اعتزاز فرنسا بالمشاركة في هذا المشروع الدولي، والعمل مع الشركاء الأوروبيين واليونسكو لدعم رؤية مصر في التنمية العمرانية المستدامة، قائلا: نحن لا نتحدث فقط عن مبانٍ، بل عن أسلوب حياة للأجيال القادمة، وهذا هو جوهر التزامنا المشترك.
ومن جانبه، قال السفير الإيطالي في القاهرة، إن افتتاح الأكاديمية الدولية للعمارة بالعاصمة الإدارية الجديدة يمثل ميلاد كيان أكاديمي وعلمي مهم يجسد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وإيطاليا في مجال العمارة والتخطيط العمراني.
وقال السفير خلال كلمته في حفل الافتتاح بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن التعاون بين البلدين يمتد منذ القرن التاسع عشر، حيث شارك المعماريون الإيطاليون في تصميم العديد من المباني الدينية والعامة البارزة في القاهرة والإسكندرية، مشيرًا إلى جهود الحفاظ على آثار النوبة في ستينيات القرن الماضي، والتي تعد أحد أبرز صور التعاون المشترك في صون التراث العمراني والثقافي المصري.
وأوضح أن التعاون لا يقتصر على التاريخ، بل يمتد إلى الحاضر من خلال مشروعات تطوير المناطق التراثية والمدن الجديدة في مصر، مضيفًا أن الأكاديمية الجديدة ستتخصص في قضايا محورية بمجال التخطيط العمراني مثل الاقتصاد الدائري والاستدامة وإعادة إحياء المناطق العمرانية.
وأشار السفير إلى أن إيطاليا تمتلك خبرات واسعة في هذه المجالات انعكست في مشروعات بارزة مثل «بورتا نوفا» بمدينة ميلانو، والتي حولت منطقة صناعية مهجورة إلى حي مستدام نابض بالحياة، مؤكدًا أن مثل هذه التجارب تحقق فوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية متكاملة.
كما أعرب عن فخره بمشاركة جامعة لا سابينزا في روما – والتي تعد alma mater الخاصة به – كأحد الشركاء المؤسسين للأكاديمية، بالتعاون مع جامعة عين شمس التي ستقود المشروع، إلى جانب عدد من الجامعات الأوروبية المرموقة مثل جامعة روتردام. وأوضح أن هذه الشراكات ستفتح المجال أمام برامج دراسية مزدوجة ودرجات علمية مشتركة معترف بها دوليًا، بما يضمن تكامل البحث العلمي مع متطلبات التنمية المستدامة.
واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن الأكاديمية الدولية للعمارة ستصبح منصة فاعلة لتعزيز الابتكار والبحث العلمي وتبادل الخبرات بين مصر وإيطاليا وأوروبا، بما يساهم في تحقيق نهضة عمرانية مستدامة توازن بين الحداثة والحفاظ على الهوية التاريخية.
