بعد أزمة اختراق المجال الجوي.. تحييد طائرة مسيّرة فوق القصر الرئاسي في بولندا
تمكّنت قوات الحماية التابعة للدولة البولندية من تحييد طائرة مسيّرة فوق القصر الرئاسي في وارسو، في حادث جديد يأتي بعد أيام من اختراق 19 طائرة روسية مسيّرة المجال الجوي البولندي، حسب صحيفة ديلي ميل.
اختراق المجال الجوي البولندي
وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن المسيّرة رُصدت أثناء تحليقها فوق مبانٍ حكومية في شارع باركوفا وقصر بلفيدير، وتم التعامل معها على الفور، وأضاف أن الشرطة ألقت القبض على مواطنين بيلاروسيين اثنين على صلة بالحادث وفتحت تحقيقا في الواقعة.
وأكدت مصادر أمنية أن العملية لم تشهد إطلاق نار، وأن المسيّرة عادت في وضع الطوارئ إلى مطلقيها قبل أن يتم توقيفهم، كما رجّحت وزيرة السياسات الإقليمية كاتارزينا بيلتشينسكا-نالينتش أن تتكرر مثل هذه الاستفزازات مستقبلًا.
ويأتي الحادث في أعقاب خرق روسي خطير للأجواء البولندية الأسبوع الماضي، حين دخلت 19 مسيّرة روسية المجال الجوي للبلاد، ما أجبر السلطات على إغلاق مطارات عدة من بينها وارسو ولوبلين ورشوف.
وقد شاركت مقاتلات تابعة لحلف شمال الأطلسي في التصدي للمسيّرات، وأسقطت مع الطائرات البولندية أربعة منها، في أول عملية من نوعها فوق أراضي الحلف منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وتسبب الهجوم بأضرار في منازل مدنية وبقاعدة عسكرية تابعة لقوات الدفاع الإقليمي البولندية، وأفادت تقارير إعلامية ألمانية أن بعض المسيّرات الروسية كانت في مسار مباشر نحو قاعدة عسكرية يستخدمها الناتو لإمداد أوكرانيا.
وحذّر رئيس الوزراء البولندي، من أن خطر اندلاع مواجهة عسكرية في أوروبا أصبح أقرب من أي وقت منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن الدعم السياسي وحده غير كافٍ، وأن بلاده ستطلب تعزيزات أكبر من الحلفاء.
وبالتوازي، أعلنت دول أوروبية عن إرسال تعزيزات عسكرية لدعم بولندا، إذ ستشارك الدنمارك بمقاتلات إف-16 وسفينة حربية، فيما سترسل فرنسا ثلاث طائرات رافال وألمانيا أربع مقاتلات يوروفايتر، أما بريطانيا فأكدت نشر مقاتلات تايفون وطائرة للتزود بالوقود في إطار مهمة الحارس الشرقي لحماية أجواء الناتو.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أن هذه القوات ليست مجرد استعراض قوة بل تهدف إلى ردع العدوان وحماية الأمن القومي البريطاني وأمن الحلفاء، فيما أكد وزير الدفاع جون هيلي أن الطائرات ستسهم في ردع روسيا والدفاع عن أجواء الناتو عند الضرورة.
ولفت التقرير إلى أن الحادثة الأخيرة تندرج ضمن سلسلة من الانتهاكات الروسية على طول الحدود الشرقية للحلف، حيث رُصدت خروقات مماثلة في ليتوانيا ولاتفيا ورومانيا، ما دفع الناتو إلى تحريك قوات ومقاتلات إضافية لتعزيز جناحه الشرقي.
