فرنسا تترقب الخميس الأسود.. شلل واسع وتعبئة غير مسبوقة وسط أزمة سياسية واجتماعية عميقة
تتأهب فرنسا، اليوم الخميس، لموجة احتجاجات واسعة توصف بأنها الأكبر منذ سنوات، فيما تواجه البلاد أزمات سياسية، وسط عجز حكومي وفراغ سياسي متواصل، عقب استقالة الحكومة وفشل رئيسها فرنسوا بايرو في تمرير ميزانية تقشفية مثيرة للجدل لعام 2026.
ويشارك في الحراك أكثر من مليون شخص، بحسب التقديرات الأولية، استجابة لدعوة سبع من كبرى النقابات الفرنسية، رفضًا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتبناها الحكومة، وللتنديد بتدهور مستوى المعيشة وتصاعد معدلات القلق الشعبي من المديونية العامة التي بلغت 3400 مليار يورو، أي ما يعادل 114% من الناتج المحلي الخام.
ويتزامن هذا الحراك مع مأزق سياسي غير مسبوق، حيث لا تزال البلاد بلا حكومة فعلية، في ظل تعثر جهود وزير الدفاع السابق سيباستيان لوكورنو لتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة البرلمان، في وقت ترتفع فيه الأصوات داخل اليسار الراديكالي واليمين المتطرف للمطالبة بحل البرلمان أو حتى استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تراجعت شعبيته إلى 17% فقط وفق استطلاع أجراه معهد إيبسوس.
وأعلنت نقابات القوة العمالية والكونفدرالية العامة للشغل وغيرها، أن تحرك اليوم سيكون تاريخيًا، ويعبر عن تراكم الغضب الشعبي من مختلف الفئات، بدءًا من العمال والمعلمين، مرورًا بالأطباء والصيادلة، ووصولًا إلى موظفي القطاعين العام والخاص.
أكثر من 250 مظاهرة
وبحسب السلطات الأمنية، فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 250 مظاهرة وتجمعًا في مختلف أنحاء فرنسا، أبرزها في باريس، حيث ستنطلق المسيرة الكبرى من ساحة لاباستيل، وتم حشد 80 ألف عنصر من الشرطة والدرك والقوات الأمنية، تحسبًا لأي أعمال شغب قد تستعيد مشاهد السترات الصفراء التي هزّت البلاد سابقًا.


