عمرو موسى يرصد 13 رسالة من كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية
قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الإسلامية حملت رسائل بالغة الأهمية، ينبغي التوقف عندها وتحليلها بدقة، مؤكدًا أنه شخصيًا رصد ما يقرب من 13 رسالة رئيسية في الخطاب، تمثل توجهًا سياسيًا جادًا يعكس خطورة المرحلة الراهنة.
موسى: الخطاب لم يكن موجهًا إلى الحكومات فقط
وأوضح موسى، خلال تصريحات لبرنامج الحكاية، أن الرسالة الأبرز التي توقف عندها تمثلت في توجيه الرئيس السيسي حديثه إلى الشعب الإسرائيلي، محذرًا من أن استمرار السياسات الحالية يهدد الاتفاقيات القائمة مع الدول العربية، كما قد يعرقل أي اتفاقيات مستقبلية مع دول أخرى كانت تفكر في السير على نفس النهج.
وأشار الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إلى أن الرئيس السيسي أصاب حين دعا إلى التواصل مع القوى الإسرائيلية التي تؤيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، معتبرًا أن هذه الدعوة تمثل مدخلًا مهمًا للعمل السياسي الواقعي، وقال: “أنا شخصيًا على اتحدث معهم، وأناقشهم دائمًا في ضرورة قيام الدولة الفلسطينية كحل عادل ومستدام”.
وأضاف موسى أن الخطاب لم يكن موجهًا إلى الحكومات فقط، بل تضمن رسائل مباشرة للرأي العام العربي والإسرائيلي والدولي، داعيًا الإعلام المصري والعربي إلى دراسة كل رسالة على حده، وعدم الاكتفاء بالتغطية السطحية، لأن الظروف الراهنة "تدعو إلى الجدية"، على حد وصفه.
وتابع: "المواطن المصري قد يتساءل: ما جدوى هذه الرسائل بالنسبة لي؟ لكن الحقيقة أن استقرار المنطقة وانتهاء هذا الصراع ينعكس مباشرة على حياته اليومية من أسعار السلع وتوافرها، إلى جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل وزيادة الأجور، ولا يمكن أن تبقى المنطقة برميل بارود مهدد بالانفجار في أي لحظة."
وأكد موسى أن الخطاب الرئاسي يعكس انتقال النقاش إلى مرحلة جديدة أكثر وضوحًا، بعدما وصلت الأوضاع إلى حد الحديث عن "طبول حرب مصرية – إسرائيلية"، وهو أمر لم يكن مطروحًا من قبل، مشددًا على أن ما طرحه الرئيس السيسي يمثل خطوة إيجابية، حتى لو لم تكن سريعة النتائج.
واختتم بالقول: "المهم أن نتوقف عند هذه الخطوة ونبني عليها، ونسأل أنفسنا: متى كانت آخر مرة شهدنا فيها خطوة إيجابية من هذا النوع؟"


