هندرة الشركات.. كيف تعيد الشركات تصميم أعمالها لتصبح أكثر كفاءة؟

تواجه الشركات تحديات كبيرة مثل المنافسة الشديدة، تغير احتياجات العملاء بسرعة، وارتفاع التكاليف، لذلك أصبح من الضروري أن تبحث الشركات عن طرق لتحسين أدائها بشكل جذري، وليس مجرد تعديل بسيط للعمليات، هنا يأتي دور هندرة الشركات، أو ما يعرف بـ إعادة هندسة العمليات (Business Process Re-engineering – BPR)، كأداة قوية لتحويل طريقة عمل الشركات بشكل كامل.

ما هي هندرة الشركات؟

هندرة الشركات هي عملية إعادة تصميم شاملة للعمليات التشغيلية داخل الشركات بهدف زيادة الكفاءة، تحسين جودة المنتجات والخدمات، وخفض التكاليف، فالفكرة الأساسية هي عدم الاكتفاء بتحسين العمليات الحالية بشكل جزئي، بل إعادة التفكير فيها من البداية وتصميمها بطريقة مبتكرة تتوافق مع متطلبات السوق الحديثة، والشركات التي تطبق الهندرة تصبح أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق.

لماذا تحتاج الشركات إلى الهندرة؟

تساعد هندرة الشركات على تحسين الكفاءة من خلال التخلص من الإجراءات غير الضرورية وتبسيط سير العمل، ما يوفر الوقت والموارد، كما تسهم في خفض التكاليف التشغيلية بشكل ملحوظ بفضل إزالة الهدر وتحسين الأداء، بالإضافة إلى ذلك، كما ترفع الهندرة جودة الخدمات والمنتجات من خلال إعادة التفكير في طريقة العمل وجعلها أكثر تركيزًا على تلبية احتياجات العملاء بدقة وسرعة، كما تمنح الشركات المرونة اللازمة للتكيف بسرعة مع التغيرات السوقية والتكنولوجية، مما يجعلها أكثر قدرة على المنافسة والبقاء في بيئة أعمال متغيرة.

كيف تتم هندرة الشركات؟ 

تتم هندرة الشركات من خلال عدة خطوات متتابعة تبدأ بتحليل العمليات الحالية لدراسة كل خطوة من خطوات العمل وتحديد نقاط الضعف والتكرار والهدر، ثم تحديد الأهداف المرجوة من إعادة التصميم مثل تقليل الوقت المستغرق لإنجاز المهام أو تحسين تجربة العملاء، بعد ذلك، تأتي مرحلة إعادة التصميم التي تشمل إعادة ترتيب العمليات، دمج المهام المتشابهة، واستخدام التكنولوجيا مثل الأتمتة وتحليل البيانات لتسهيل العمل، ثم يتم تطبيق التصميم الجديد على أرض الواقع مع تدريب الموظفين على الأساليب الجديدة، مع متابعة النتائج باستمرار لضمان تحقيق الأهداف وإجراء أي تعديلات ضرورية لتحسين الأداء.

أمثلة على هندرة الشركات

• البنوك: بعض البنوك أعادت هندسة عملية فتح الحسابات لتتم عبر الإنترنت في دقائق، بدلًا من الانتظار لأيام.
• الشركات الصناعية: أعادت بعض المصانع تصميم خطوط الإنتاج لدمج مراحل متعددة في محطة واحدة، ما قلل الوقت المستغرق لإنتاج المنتجات.
• التجارة الإلكترونية: شركات الشحن والتوصيل تستخدم الأنظمة الذكية لتتبع الطلبات وتحسين سرعة التوصيل.

رغم الفوائد الكبيرة، تواجه الشركات تحديات مثل مقاومة الموظفين للتغيير، والتكاليف الأولية لتطبيق التكنولوجيا الجديدة، والحاجة لقيادة قوية لضمان نجاح التنفيذ، فالهندرة الشركات ليست مجرد تحسين جزئي للعمليات، بل إعادة ابتكار كاملة لطريقة عمل الشركات التي تطبق الهندرة بشكل صحيح تحقق كفاءة أعلى، خفض التكاليف، جودة أفضل، وقدرة أكبر على المنافسة والتكيف مع السوق، ببساطة، الهندرة هي الطريق نحو تحويل الشركات إلى مؤسسات مرنة وفعّالة ومبتكرة.